نادية مقدادي

تُلاحقني ، يارفيقي القديم
تُلاحقني والمدى آهلٌ بالهموم
تلازمني دائماً وأنت تحاولُ حَمْلي
وجدتُكَ من يعصر القلبَ
من يرسم البعدَ بيني وبين السرور
أراني ضعيفة أمامك
ولاحول لي في هواك
وددت لو آسْطَعْتُ شيئاً
لإبعاد طيفك عني
ولم يأتِ بَعدُ الأوان
لكي يُرفع السوط عني
لكي أستعيد الذي ضاع منّي
وقد كُنْتُ حُرّة
وقد كُنْتُ عنكَ بعيدة
ولمّـا يكن من مناصٍ لروحي
أن لا أكون أمامك شيئاً
وأن لا أكون أمامك مرمى
به تعرف الإنتصار …
تلازمـُني ….
ألكي تتأكّد من ميتتي؟!
أم تلازمني مكرهاً بالبقاء
الذي صار عادتكَ المُشتهاة
تلازمـني ….
وإذا بحياتي وقلبي ..
قراركَ أنتَ !
أنا الآن تقوى لديَّ الإرادة
في أن أقدّم كل الذي ينبغي
لكيما أحسُّ بأن القيود التي
كَبّلتني يداك بها
سقطَتْ عن يدي ؛
ألم ترَ أنَّ صفاء السعادة عكّرتَهُ
إذ رميتَ عليَّ بشباككَ ؟
ألم ترَ أنّكَ كُنتَ مُميتَ الأمل
وأنَّ التلذّذ بالعيش قد ماتَ يَوْمَ التقيتك ؟!
أناديكَ ، بي رحمة ً
لا تضيّق عليَّ الخناق ،
رفيقي القديم
أيُّهذا الذي عن مطاردتي لم تقفْ
وَيَا أيُّهذا منذُ لازمني
سقطَتْ زهرة الأمن عن غصن صيفي
وتجذّرَ في تربة الروح خوفي