مجلة النجوم – سيدني.

غيب الموت، صباح اليوم الجمعة، الشاعر المعروف كريم العراقي، بعد صراع مع المرض في أحد مستشفيات أبوظبي، وعن عمر يناهز 68 عاماً.

ونعى الفنان كاظم الساهر عبر صفحته الرسمية على فيس بوك الشاعر كريم العراقي قائلاً: “الصديق ورفيق الدرب الأستاذ كريم العراقي في ذمة الله”.

وكان كاظم وكريم قد شكلا منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي ثنائية قدما خلالها عشرات الأغنيات الشعبية وأخرى بالفصحى، كان أبرزها في البدايات “معلم على الصدمات، لا تحرموني منه، ما طار طير وارتفع”.

كما كتب كريم قصيدة “كثير الحديث” في حبّ بغداد والتي صارت من أهم أعمال الساهر الوطنية، وذلك في العام 1994. وفي هذا العام أيضاً كان التعاون بارزاً في ألبوم “سلاماتك من الآه” ثم امتد التعاون في أكثر من ألبوم، ليكون الأبرز بـ “في مدرسة الحب” التي ضمّ أعمالاً أصبحت خالدة لكريم مثل “سلامي على اللي حاضر معانا، دقيت باب الجار، ووين آخذك”.

كما شهد العام 1997 التعاون اللافت بينهما في قصيدة “تذكر” التي أبرزت معاناة أطفال العراق جراء الحصار الأمريكي، وحصلت على جائزة منظمة اليونيسيف لأفضل أغنية إنسانية.

في الألفية الجديدة واصل الثنائي تعاونهما، واتجها أكثر نحو القصيدة، مثل “المستبدة” التي حققت شهرة واسعة، و”مدينة الحب” و”دلع النساء” ليقدما أكثر من  70 أغنية منذ أول تعاون كان في العام 1987 بأغنية مسلسل “نادية”.

حياته

ولد كريم عودة المعروف بـ”كريم العراقي”في منطقة الشاكرية كرادة مريم في بغداد 1955، وهو شاعر غنائي وإعلامي، حاصل على دبلوم علم النفس وموسيقى الأطفال من معهد المعلمين في بغداد.

عمل كريم العراقي معلماً في مدارس بغداد لعدة سنوات، ثم عمل مشرفاً متخصصاً في كتابة الأوبريت المدرسي.

بدأ الكتابة والنشر منذ كان طالباً في المدرسة الابتدائية في مجلات عراقية عديدة منها، مجلة المتفرج، والراصد، والإذاعة والتلفزيون، وابن البلد، ووعي العمال ومجلة الشباب.

أبرز أعماله

تنوعت اهتمامات كريم، وشملت كتابة الشعر الشعبي والأغنية والأوبريت والمسرحية والمقالة، فضلاً عن اهتمامه بالثقافة والأدب منذ أن كان طالباً في مرحلة الابتدائية.

أما في مجال كتابة الأغنية كانت البداية عام 1974 في أغنيتين للأطفال بعنوان “الشميسة” و “يا خالة يالخياطة” وكان حينها طالباً في المرحلة المتوسطة، ثم قدم العديد من الأعمال الناجحة من أبرزها “تهانينا يا أيام” لصلاح عبد الغفور وأغنية “جنة جنة” للفنان رضا الخياط ألحان عباد عبد الكريم وأغنية “يا أمي” لسعدون جابر.

وقدم الشاعر كريم العراقي 4 أغان لسعدون جابر من ألحان بليغ حمدي عام 1981 و 3 أغان لحسين نعمة، واستمرت رحلة الشاعر كريم العراقي من عام 1987 إلى وقت قريب مع صديقه ورفيق دربه الفنان كاظم الساهر.

تعاون العراقي خلال تواجده في القاهرة مع أبرز الفنانين العرب، منهم ديانا حداد وفضل شاكر وسميرة سعيد وهاني شاكر وأصالة نصري  وصابر الرباعي.

كما جمعته أعمال مميزة مع مطربين عراقيين منهم، رضا الخياط وماجد المهندس، وسجل العراقي في عام 2005 “كاسيت” بصوته لأول مرة لشركة روتانا بعنوان (دللول) وهي أبرز قصيدة في المجموعة الشعرية يؤديها الشاعر عن حبه للعراق مع عزف منفرد على العود.

وحصل الشاعر كريم عودة في 2019 على جائزة الأمير عبدالله الفيصل العالمية إضافة لجائزة منظمة اليونيسيف لأفضل أغنية إنسانية عن قصيدة “تذكّر” التي لحنها وغناها الفنان كاظم الساهر.

من أبرز وأهم أعماله، ديوان “للمطر وأم الضفيرة”، “ذات مرة”، “سالم يا عراق”، “الخنجر الذهبي”، و”الشارع المهاجر”.

مرضه

وفي وقت سابق قبل الوفاة صرح العراقي أنه يرقد في أحد مستشفيات الإمارات لتلقي العلاج وإجراء العمليات الجراحية، لإزالة أورام سرطانية من جسمه.

وقال: “مستمر في العلاج، حيث أتلقى كل أسبوع جلسة من العلاج الكيماوي الذي يحارب مرض السرطان الذي داهمني من دون هوادة”.

وتابع أن “محنة المرض التي تعرضت لها زادت من المحبين لي، حتى أنني لم أعد أستطيع الرد لا بالكتابة ولا عبر الصوت على آلاف الرسائل والاتصالات التي تصلني بشكل يومي من المحبين، والتي يدعو لي مرسلوها بالشفاء العاجل؛ لذلك أطلب من جميع المحبين التماس العذر لي في هذا الجانب، وأنا أشكرهم جداً على دعواتهم الصادقة والنبيلة”.

يذكر أن العراقي، أصيب بمرض السرطان منذ أكثر من عام، وخضع إلى أكثر من عملية جراحية.

لم يشكُ جرحه

في عام 1993، استهل كريم العراقي أغنية شعبية لكاظم الساهر ببيت شعري مجهول قائله وهو “لا تشكُ للناس جرحاً أنت صاحبه، لا يؤلم الجرح إلا من به الألم”، وحقق البيت الشعري بصوت الساهر شهرة واسعة حتى كان الاعتقاد أن كريم العراقي هو من كتبه. وبعد نحو ربع قرن كتب كريم قصيدة حازت شهرة واسعة استهلها بالبيت المذكور، وغنتها المطربة السورية أصالة نصري.

رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=22612