د. أمين جاد الله
اجعل الفرح أسلوب حياتك
كلنا يبحث عن الفرح ، فالفرح غاية وهدف فى حياتنا ، فما وجدت إنساناً يهدف للتعاسة والشقاء أو الحزن . واختلف البشر حول أسلوب حياتهم لنوال تلك العطية ، بعض عن طريق جمع المال ، وآخر بتملّك السلطة ، والبعض وجد غايته فى الشهرة أو القوة أو مدح الناس .
كل هذا حسن ،لكنه لا يعطيك فرحاً حقيقياً أو مستديماً .. فإذا قارنت نفسك بالآخرين فهناك من هم أغنى أو أقوى أو أعلى أو أكثر جمالاً أو شهرة منك ، مما يجعل الفرحة تهرب منك ، بل قد تعيش مهموماً إذ مازلت أقل وأفقر وأضعف من آخرين . كما أن هناك سبباً آخر يجعل هذه السعادة إلى حين ، إذ يأتى اليوم الذى فيه قد فقدت سبب سعادتك ، غنى كان أو سلطاناً او قوة .
لذا دعونا نتحاور حول بعض الأفكار التى قد تغمرنا سعادة وفرحاً لا ينضبان .
أولا : اسأل نفسك .. هل لديك قيم فى حياتك تعيش عليها ولها ؟ . ففى كل مرة تشعر أنك لم تتنازل عن مبادئك وقيمك أمام المغريات، ستشعر بالفخر بذاتك وسيملأ الفرح وجدانك ، لذا ضع لنفسك قائمة من المبادئ كالكرامة والتسامح ،الحق والعدل ، الامانة والجود . وعش على ما تضعه فى قائمتك .
ثانياً : ضع هدفا فى حياتك ، وعش لتحقيقه .. واجعل كل يوم من حياتك خطوة تقربك من انجازه ، وعندما تصل لخط النهاية سيملؤك الفرح ، وتغمرك البهجة .. إذ أنجزت عملا عظيما ، ويكون ذلك نقطة انطلاق لتحقيق هدف جديد . لا تدع اليأس يتسرب إليك ، فكلما زاد تعبك وكلما تغلبت على عوائق تحقيق هدفك ، كلما أمتلت فرحاً .
ثالثاً : اخلق مجالا حولك من الضحك والابتسامة .. فى بيتك واسرتك ، فى مكان عملك ووسط زملائك ، كن بشوشا للجميع ، وكما يقول المثل المصرى “اضحك للدنيا تضحك لك” ، ولا أدرى لما صرنا عبوسين متجهمين ، فعبوسنا وتجهمنا لن يحلا مشاكلنا ، بل قد يزيدا الحياة ألماً وخوفاً .. فلتكن ابتسامتك أسلوب حياتك ، ولتعش محاطاً بالمبتسمين .
رابعاً : كن إيجابياً فى توقعاتك .. أتذكر شخصاً كلما خرج بسيارته ، يقول لزوجته دائما “من الصعب أن نجد مكاناً فى مكان انتظار السيارات ، إنها مشكلة كبيرة ” .. وفى كل مرة تقول الزوجة ” أما وجدنا مكاناً فى المرات السابقة ؟!!” .. لماذا تجعل القلق يحول بينك وبين سعادتك .
خامساً : ابحث عن الجمال واملا به حواسك وعينيك .. تمتع بزهرة تتفتح ، بشمس تشرق ، سوف تجد الجمال فى الألوان ، فاستمتع بصفرة الرمال وخضرة الحقول ، بزرقة السماء و ببرتقالية القمر . تمتع بنسيم البحر ورائحة الورود ، لتغريد العصفور وضحكات طفل .. اجعل حواسك رابطاً بين الطبيعة من حولك وبين قلبك .
سادساً : تعلم الحب .. أحب من حولك وما حولك ، وانشر ذاك الحب للجميع . تعلم أن تحب المكان وأن تحب الزمان ، ماضيك ومستقبلك ، أن تحب بيتك وشارعك ، عملك وهوايتك ، جدك ولعبك ، جيرانك واصدقائك . لا تدع الكره يتسلل لداخلك ، بل قابل الكره بالغفران . تمنى الخير للجميل ، وافرح لفرح الغير ، وأحب لغيرك ما تحبه لنفسك .
سابعاً : تعلم أن تشكر دائماً .. وأن تكون راضياً ، وأعلم أن فشلك قد يكون نقطة انطلاقك نحو النجاح ، بعد أن تصحح نقاط ضعفك ، وتيقن أن الهزيمة ليست نهايتك ، ولكنك ستقف مرة آخرى ، لتعيد ترتيب أوراقك ، وستتمتع بنشوة الإنتصار .. فما من إنسان لم يذق طعم الفشل والهزيمة ، لكن من عرف أن يقوم من جديد ، هو من امتلك القوة لتحقيق هدفه ، وملأ كيانه بالفرح الغامر.
إننا نستقبل بعد أيام عاماً جديداً ، فادخله بقلب مفعوم بالفرح والابتهاج ، ولتكن هذه الكلمات ليست لنعرفها فقط ، بل لنحياها . ولنعش الفرح للملء ، وليكن الفرح ليس فقط هدفاً بل أسلوب حياة .
أخى وأختى … كل عام وانتم بكل خير مملؤين فرحاً وسعادة .