فيلم (الساعة 1800)  أول صرخة معارضة للحرب  العراقية  الإيرانية
حققت حضورا لافتا  في المشهد السينمائي الأسترالي

 

هادي ماهود  مخرج  أسترالي -عراقي له تجربته  مهمة مع السينما العراقية والاسترالية معا ، جاء الى استراليا  في تسعينيات القرن العشرين من مخيم « رفحاء» للاجئين العراقيين في السعودية  هاربا من انظمة القمع الديكتاتورية  ليحل في سيدني ويشق طريقه بنجاح بعد أن كان فنانا  ومخرجا  لا معاً في العراق منذ الثمانينات ..
النجوم ، إستضافت ماهود  ليحدثنا عن مراحل تجربته الانسانية والابداعية .
إستهل الحديث عن ذكرياته الأولى  بالقول» من مدينة السماوة  حيث ولدت عام  1960  وكان قد سبقني في الفن أخي الكبير عبد الحسين ماهود حيث كان يقدم مسرحيات في الاعدادية وهذا ما أثر بي كثيرا حيث كنت أحفظ المسرحيات عن ظهر قلب واعيد إخراجها لزملائي طلبة الصف الثالث الابتدائي، واستطيع القول أنني بدأت مخرجاً مسرحياً في عمر الثامنة.»   ثم تطرق الى مسيرة الفنية  مضيفاً  « ثم دخلت كممثل في الفرق المسرحية في السماوة آنذاك. وكنت مهيأ للذهاب الى معهد الفنون الجميلة بغداد  حيث درست المسرح في السنة الاولى والثانية ،  إذ تأسس قسم السينما فانتقلت له في لحظة لم اكن مخططاً لها وهذه القفزة كانت مهمة في حياتي لانني بعد دراسة سنة سينما قمت باخراج فيلم (بائع الطيور) فيلم روائي قصير عن قصة لأمجد توفيق. ولم تكن لدي فكرة عن المراحل التكميلية في الانتاج السينمائي، فأخذت  ما صورته للمونتير شهاب احمد عويد الذي قام بمونتاج الفيلم  والذي حصل على جائزتين في مهرجان أفلام الشباب عام 1980 حيث تبارى مع 40 فيلماً ليحصل على جائزة  افضل مخرج وممثل، عندها أيقنت باني سأكون مخرجاً سينمائياً.  وكنت سنوياً أقوم بإخراج عدد من افلام اطروحات الطلبة  وهذه  شكلت لدي خبرة مضاعفة.»
وعن مسيرته الإخراجية  أفاد ماهود « كما أخرجت افلاماً عن الحرب مثل فيلم (الساعة 1800) عالجنا  فيه حادثة حقيقية عن سقوط طيارة عراقية هليكوبتر داخل الاراضي الإيرانية وعاد طاقم الطائرة الى العراق متسللين، وهذا الفيلم أعتبر أول صرخة معارضة للحرب  كما شكلّ هذا الفيلم  نقطة تحول في رؤيتي وموقفي إزاء الحرب والحياة والسياسة، لذا قررت ان لا أضعف أبداً أمام أي نظام.»
وحول مسيرته  الأكاديمية  قال «  بعد تفوقي في المعهد أصبحت مؤهلاً للدخول الى كلية الفنون الجميلة وقد تأخرت كثيراً في دراستي حتى أتخرج وذلك   تجنباً للذهاب الى الخدمة العسكرية وقت الحرب العراقية – الإيرانية آنذاك، وأهم ما حققته في الكلية هو إخراج اول فيلم عراقي بوليسي من ملفات الشرطة عن قضية حقيقية. وعملت في مؤسسة السينما والمسرح ممثلاً في عدة افلام ومخرجاً مساعداً في وحدة الإنتاج السينمائي في التليفزيون.»
بعدها حدثت إنعطافة كبيرة في حياة ماهود الانسان والفنان معا ، يحدثنا عنها « بعد إنتفاضة 1991  ذهبت الى السعودية  وفي (مخيم رفحاء) ومن هناك التحقت في العمل مع  المعارضة العراقية  في إذاعة» صوت الشعب العراقي «ومن هناك هاجرت كلاجئ الى سيدني.»
لقد شكلت مرحلة العيش في استراليا جانبا مهما وجديدا على ماهود  كما جاء بتعليقه «  في سيدني  عملت اول المسرحيات العراقية عام 1996 (مسافر ليل) وبعدها مسرحية (حب من طرف واحد) وعملت اول اذاعة عراقية  هي  Larsa FMتبث من إذاعة الشرق الاوسط.  ولكني شعرت وقتها اني بحاجة الى تعلم اللغة الانكليزية  كي ألج أبواب الفن الاسترالي وكانت لي تجربة ناجحة في هذا المجال إذ إلتقيت مخرجاً سينمائياً استرالياً وهو (جيفري كلفتون) حيث سكنا سوياً وتعلمت منه اللغة الانكليزية والعلاقات الاجتماعية التي أهلتني للعمل في المؤسسات الاسترالية حيث عملت مسرحية (مسافر ليل) باللغة الانكليزية وقد مثلها كل من (جيفري كلفتون، فكتوريا هول، أندرو بريزيلاند). وهذه المسرحية حصلت على دعم مادي من مجلس الفنون الاسترالية وفي منطقة (باترست) أخرجت فيلم -جنون -الذي حصل على جائزة الإخراج التقديرية من مهرجان (باترست) السينمائي وكان موضوع الفيلم استرالياً محضاً.،  ولكني ملت الى انتاج افلام توثق المثقف العراقي وحالة العراقيين في المنفى فكان فيلم (تراتيل السومري) عن الشاعر غيلان،  وفيلم (سندباديون) الذي يتعرض الى حالة غرق مركب اللاجئين الى استراليا وعملت مخرجاً مشاركاً في فيلم (Dyeing to live) وهذا الفيلم حصل على جائزة السلام من الامم المتحدة كأفضل فيلم استرالي تلفزيوني في عام 2004. وأنا استلمت الجائزة في إحتفال خاص نتيجة لمشاركتي الفاعلة في الفيلم.، وهذا الفيلم تطلب  أيضا مني السفر الى العراق وهناك صورتُ  فيلمي (العراق موطني) والذي عرض على قناة SBS ومنها آثرت البقاء في العراق لأن بلدي يمر في حالة استثنائية تتطلب التوثيق.»
وقد أخرجت الافلام التالية:
-«في دائرة الامن» حصل على جائزة أفضل فيلم روائي 2005.،
-«ليالي هبوط  الفجر» 2006
-«انهيار» 2009
-«العربانة» 2013
-«سائق الاسعاف» 2014
-«سوق سفوان» 2015
وعملت حوالي 20 فيلما الى حساب متحف برلين عندما أقام معرضاً للحضارة البابلية. بعد كل هذه السنين التي عملت فيها كثير من الظروف في العراق مما دعاني الى تكفل عملية الانتاج شخصياً وهذا أرهقني تماماً. واستنزفت امكانياتي المادية  فإنتاج الفيلم يتطلب ميزانيات عالية ونحن لا نتلقى  اي دعم من الحكومة العراقية للأسف الشديد  «..
قررت الرحيل الى استراليا ثانية لترتيب وضع مختلف للعائلة التي تحملت الكثير من  المعانات والأعباء لكن عيوني ستبقى مصوبة بإتجاه العراق..