تعيش الممثلة اللبنانية ماغي بو غصن أجمل مراحلها الذهبية وهي التي انطلقت في عالم التمثيل طفلة في مسرح الأطفال، لتتقدم بخطواتها وتقف أمام عمالق الشاشة الكويتية الممثل داوود حسين في برنامج “داوود في هوليوود” لتنطلق في أعمال عربية حصدت فيها نجومية خارج وطنها لكنها رسّختها نجمة في أرضها، فنانة يمكن القول عنها أشبه بالشاملة لما تملكه من موهبة على أداء الادوار المركبة.
الى جانب موهبتها التمثيلية تملك ماغي أبو غصن الصوت الجميل، وقد برزت إمكاناتها الغنائية في مسلسل “حمام القيشاني” الى جانب الممثلة السورية أمل عرفة، حيث أدت دور مغنية لها دور فاعل في الحياة السياسية. إذ أن المسلسل بكل أجزائه يتحدث عن مرحلة السياسة الصعبة التي مرت على الأمة العربية أبان الحرب العالمية الثانية والتقسيمات التي أدت الى تفكك الأمة.
وكانت ماغي من الفنانات القليلات اللواتي يدمجن الموهبة بالغنائية بالعمل التمثيلي، ولكن عندما انفردت بالغناء سخّرت صوتها للخدمة الإنسانية، فبعد مشاركتها في برنامج “ديو المشاهير” وفوزها بالمركز الأول تبرعت بجائزتها إلى جمعية سان جود لعلاج سرطان الأطفال، وبعد هذه المشاركة مع كارلوس عازار في البرنامج، مثلت معه في مسلسل “ديو الغرام” الذي مثلت فيه دور مغنية. وبعد هذه المرحلة أصدرت ماغي أبو غصن ثلاث أغنيات أعتبرتهن إضافة الى ملفها الفني، والأغنيات هي: “ما بقى بدي حبك” و”ساكن السما بيسمع” وهي أغنية وجدانية، و”إرتاحي يا حياتي”.
لم تكن ماغي أبو غصن تهتم بالأدوار الأولى في بدايتها لأنها كانت تؤمن أن الدور مهما كان يفرض نفسه حتى لو كان دوراً مسانداً، وفعلا حققت مقولتها، حيث أنها نالت في العام 2010 على جائزة “موركس دور” عن أفضل دور مساند في مسلسلي “دكتور هلا” و”متر ندى”.
على الرغم من الأدوار الثانية في أعمال صورتها في فترة التسيعنات مثل مسلسل “نوال” ومسلسل “مريانا” أيضاً إلا أن شخصيتها كانت تبرز لحسن أدائها. وكانت الفرصة التي أثرت على انتشار شهرتها عربياً وأضافت إلى رصيدها نجومية في مسلسل “آخر خبر” الذي لعبت فيه دور البطولة الى جانب الممثل وسام صبّاغ، وظهرت ماغي قدرة رائعة على أداء الأدوار الكوميدية المتّسكة بالطرح الجدي والمؤثر. لم تختر أدوارها إلا تلك الهادفة التي تحمل رسالة مباشرة.
تعرّفت ماغي أبو غصن في مجال عملها الفني على المنتج الشاب جمال سنّان وجمعتهما قصة حب صارت حديث الجميع، وتزيّن الحب بطفلين ريان ويارا، وكان سنّان يتابع زوجته دائماً ويدعمها بشكل مباشر إيماناً منه بمواهبها وشخصيتها الرقيقة المحببة، خصوصاً في الأعمال التي لا ينتجها لها.
من الشاشة الصغيرة الى الكبيرة
قدمت ماغي أبو غصن خلال المواسم السابقة – معظمها عرض ضمن برمجة رمضان- مجموعة أعمال كلها تكلّلت بالنجاح، مسلسل “24 قيراط” الى جانب عابد فهد وسيرين عبدالنور، ومسلسل “يا ريت” الى جانب مكسيم حكيم وباميلا الكك. بالإلإضافة الى أفلام سينمائية منها فيلم “BEBE” من انتاج عام 2013 ومن بطولة يوسف الخال. وفيلم “فيتامين” من انتاج عام 2014 من بطولة كارلوس عازار. وفيلم “ولعانة” مع كارلوس عازار ووسام صبّاغ. وتميّزت أفلامها السينمائية بالكوميديا مع الكثير من الجدّية بالطرح.
ولا يبتعد مسلسلها الجديد “كاراميل” الذي عرض خلال شهر رمضان عن مفهوم الكوميديا الهادفة، وهو من تأليف سيناريو وحوار مازن طه، اخراج ايلي حبيب، انتاج ايغل فيلمز. ويضم نخبة من وجوه الدراما نذكر منهم: ماغي بو غصن، ظافر العابدين، كارمن لبس، بيار داغر، مي صايغ وغيرهم.
ويروي قصة فتاة طيبة القلب تنال حبّة كاراميل كمكافأة تخوّلها تحقيق أول أمنية تخطر على البال. الشابة البريئة تمنّت قراءة أفكار الرجال وما يدور في رؤوسهم. فتثصارعت الأصوات في رأسها كالضجيج: شاب يضمر السوء لصديقته، وآخر يتذمّر من زوجته، وواحد يقول عكس ما يفكر ويشعر، فعملت على تدريب نفسها على احتواء الأصوات وبدأت تتعامل معها بطريقة كوميدية مهضومة.
وترى ماغي في دورها في “كاراميل” أنها جمعت بين الدراما والكوميديا في العمل، فالكوميدية دائماً أصعب من التراجيديا. والدليل على ذلك انها تصور وهي تشعر بضغط كبير مع تكثيف ساعات التصوير كي تنتهي من العمل.
وعن وقوفها مع الممثل التونسي ظافر العابدين للمرة الثانية بعد “يا ريت”، أكدت أن الكيمياء جمعتهما في العمل، فجاء العمل تثبيت لهذا الواقع، وسيكون العمل الثالث معه جميل جداً. واعتبرت نفسها محظوظة لأنها تمثّل الى جانبه أكثر من مرة خصوصاً أن الجمهور يعشقه في هذا الدور.
الإقتباس قانوني ومفاجأة الفيلم قريباً
وفي السياق نفسه تدافع ماغي عن تهمة سرقة فكرة فيلم كاراميل من فيلم ميل غيبسون What women want، مؤكدة أن المسلسل مقتبس من مسلسل روسي بعنوان “كاراميل” اشترى المخرج جمال سنّان حقوقه بموجب عقد وتمّت تعريبه بطريقة تشبه مجتمعنا، وتحديداً في جزئية حبّة الكاراميل، ثمّ تم وضع الأطر العامة للشخصيات في المسلسل. لم تنكر أن العمل مقتبس بل تمّت الإشارة إلي ذلك في جينيريك المسلسل.
وتخص ماغي “النجوم” بمعلومات عن فيلمها الذي هو تقريباً تتمة مسلسلها الأخير “كاراميل”: “جاء قرار تصوير الفيلم بعد النجاح الساحق الذي حققه المسلسل ونال أعلى ريتينغ في رمضان، فقد كان يعرض بعد انتهاء عرض كل الأعمال نهاراً وكان قبل الإفطار، لا يزال الفيلم في طور الكتابة، هو تكملة للمسلسل، فبدل أن يكون هناك جزء ثانٍ من العمل قد يتراجع نجاحه وتوقع الفكرة بروتين، فالفيلم يمكن ضبطه في ساعة ونصف، فيه إضافة للمسلسل ولكن بسياق آخر وربما سيكون تأثير حبة الكاراميل مختلف تماماً، وهو أيضاً من تأليف مازن طه وإخراج إيلي ف. حبيب وإنتاج إيغل فيلم، وهو بطولة ماغي وظافر العابدين وطلال الجردي وجيسي طراد بالإضافة الى شخصيات لن تكون لان دورها انتهى وستضاف شخصيات جديدة. وسيكون لدي أكثر من حدث بارز على صعيد الإنتاج لعام 2017-2018.
أما عن تحضيرها لمسلسل جديد فتؤكد أن هناك عمل جديد يتم تحضيره ولكن لا يزال الوقت مبكراً للحديث عنه، فهي تفضل أن تعطي كل عمل حقه، لتأخذ هي حقها أيضاً كإنسان، فهي تفضل الإلتزام بتصوير عمل خلال السنة، وعملين كأعلى تقدير، لأن تصوير المسلسل يتطلب ثلاثة اشهر أو أكثر، والفيلم كذلك الأمر، ولا تقدم على تصوير عمل ثالث او رابع لأنها تحتاج للتوازن في حياتها العائلية والمهنية. وبعد التصوير لا تبتعد كثيراً فتكون بين اسرتها وقراءتها ولقاءاتها.
عما إذا كان الحادث المؤلم الذي تعرضت له أثناء تصويرها “كاراميل” دفعها لهذا القرار أكدت ماغي أن حادث وقوعها من الحافلة أثناء التصوير أتعبها وكان له مضاعفات أدخلتها المستشفى لإجراء عملية جراحية دقيقة، ولكن إصرارها جعلها تتابع التصوير بعد العملية على الرغم من تعبها، فهي إنسانة ملتزمة بمواعيدها ولا تقبل التأجيل أو التأخير إلا لأسباب قاهرة.
أما عن عدم أدائها لشارات أعمالها التلفزيونية واختيار مغنين، خصوصاً انها تملك خامة صوتية جميلة، ويمكن تصنيفها مغنية، ترى ماغي أبو غصن أنها تفضل أن تأخذ حصتها كممثلة، وأن أسماء نجوم الغناء يضيفون بشخصيتهم الى العمل، فأداء راغب علامة لشارة مسلسل “24 قيراط” أعطى العمل وهجاً خاصاً، وأداء أليسا لشارة “يا ريت” زادت من إحساس المشاهد للأحداث، أما نوال الزغبي فأضافت بادائها شارة “كاراميل” خفة وهضامة، لأن أسلوب الأغنية وفكرة المسلسل تليق بنوال فهي غنوجة ودلوعة ومهضومة.