بقلم / نوال القصار

مشروع موسيقي تفاعلي مع الناس في الشارع العام يقدم ومضات
أو شحنات موسيقية مفاجئة

​هو مشروع موسيقي ريادي مبتكر تتجلى أهميته في تفاعله بشكل مباشر وعفوي مع الناس في الشارع العام بشكل مفاجئ ودون إعلان مسبق حيث تسمع الموسيقى وهي تصدح من شرفات البيوت القديمة بعذوبة متناهية تحمل بين ثنايها أنغام مألوفة لكل واحد منا. إنه مشروع شرفات الموسيقى ​الذي أنشىء ونفذ بالأصل من قبل مؤسسة محطات للفن المعاصر بالتعاون مع تياترو للمسرح المستقل في جمهورية مصر العربية في شهر آذار 2014 تحت عنوان «أوبرا البلكونة»، ثم تبنته وأطلقته جمعية تجلى للموسيقى والفنون في مدينة عمان في شهر آذار 2015، تحت عنوان ”شرفات عمان“ بدعم ورعاية من مديرية الثقافة في أمانة عمان الكبرى.
ومن عمان تحدثت رسل الناصر، المؤسسة والمديرة العامة لجميعة تجلي للموسيقى والفنون إلى مجلة النجوم عن هذا المشروع التفاعلي الذي يهدف إلى تقديم عروض غنائية من شرفات مدن وبلدات أردنية فقالت:
«يتضمن المشروع عروضاَ غنائية موسيقية تُقدم للناس مباشرة دون أي إعلان مسبق عن مواعيدها. ويتضمن أغنيات مختارة بعناية، يـطّل فيها موسيقيون ومغنيون أردنيون من على شرفة إحدى البيوت القديمة ذات الطراز المعماري التاريخي المميز. ويعتمد التنفيذ على عنصر المفاجأة بدون اعلان مسبق عن موعده ولكنه في نفس الوقت يقدم الطابع الموسيقي الأصيل الذي يألفه الجمهور الأردني ومن مخزونه الثقافي في اطار معاصر جنبا الى جنب مع الموسيقى العالمية والعربية.»
وعن جمعية تجلي للموسيقى والفنون قالت الناصر:
«هي جمعية ثقافية فنية تأسست عام 2012 وتسعى إلى تطوير علاقة المجتمع بالثقافة والفنون، وتوفير فضاءات ومساحات جديدة تجمع الفنانين بالناس كافة أينما كانوا: في الشارع والحي والمدينة والقرية والبادية.
تنطلق «تجلى» من إيمانها العميق بأن الثقافة والفنون أولوية في حياة جميع الأفراد، وترى أن لهما دوراً كبيراً في تعبير الفرد عن نفسه، وتطوير علاقته بمن حوله٬ وفتح آفاق جديدة أمامه.
تؤمن «تجلى» بأهمية العمل المشترك فيما بينها وبين الفنانين وجميع المؤسسات الثقافية والفنية الأخرى، وفتح قنوات الحوار البناء بينهم، بهدف الوصول إلى نتائج إيجابية، تترك أثرها الواضح في حياة الناس وتعمل على المشاركة في تنمية المجتمع».
ومنذ بدء المرحلة الأولى للمشروع في عام 2015 والتي شملت عدة عروض في عمّان استطاع المشروع أن يجذب الانتباه الى نوع جديد غير مسبوق من العروض الموسيقية ويسلط الضوء على أهمية كسر الجمود وتقديم قيمة جمالية للمدينة.​
وأضافت الناصر: «يهدف المشروع إلى إستعادة أماكن إلتقاء الناس مع تعددية الثقافة، وإظهار الجمال العمراني للمدينة.
كما أنه يوثق للحالة والفكرة والمدينة وناسها  في علاقتها مع الموسيقى والفنون، وتقديم مادة غنية توثيقية من الصور والفيديو واللقاءات والانفعالات لتعبر عن الهوية الحقيقية للمدينة.»
ويساهم مشروع شرفات الموسيقي في خروج الفنانين من عزلتهم ومن المسارح المغلقة الى المساحات العامة والالتقاء بالناس في اماكنها.  وقد تم اختيار بيوت عمّان القديمة ذات الطراز المعماري التاريخي المميز لتصبح جزءاً مهماً من المشروع لااظهار جمالية معمار المدينة.
وأكدت الناصر لمجلة النجوم أن هذه الأمسيات حققت التفافاً جماهيرياً وعفوياً مفاجئاً حولها، حيث زاد عدد المستمعين لبعض الأمسيات عن 900 شخص في شارع واحد.
وأضافت: «لقد بينت هذه التجربة شوق المجتمع والناس إلى العروض التي تقدم لهم بشكل مباشر وتكون ذات قيمة فنية عالية. كما أدرك الفنانون بمدى أهمية المسؤولية المجتمعية، ومدى أهمية تأثيرهم ودورهم على حياة الناس، واكتشافهم قدر المتعة في نوعية العمل المجتمعي وتوثيق علاقتهم بمدنهم بشكل ايجابي محب.»
فتح المشروع أبواباً ومبادرات عدة لموضوع «الفن المجتمعي» في المدن الأردنية وجذب الفنانين للمشاركة في الفعاليات سواء موسيقيين أو مصورين أو مخرجين أوعاملين في الإعلام، حيث أدى الى تكوين فريق لنواة مهمة وضرورية من الفنانين، تساهم حالياً وتتشارك معاً لتشكل وتستكمل هوية المشروع، وفقاً لما قالته الناصر، حيث أضافت:   « بدا إلانجذاب الإعلامي حول التغطية مغناطيسيا ومستمراً، فكانت التغطيه واسعه وكبيرة جداً عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر قنوات الإعلام الرسمي التلفزيوني والاذاعي والإلكتروني، من محطات محلية وعربية وعالمية فاقت توقعاتنا، رغم بساطته وبساطة محتواه الفني وتكلفته المتواضعة.»