تقرير وتصوير

كل من يزور تسمانيا لا يمكنه أن يفوت فرصة زيارة المعرض الأشهر فيها والأكثر غرابة المسمى ب مونا (MONA) والجملة هي مختصرات لجملة متحف الفن القديم والحديث (Museum Of Old and New Art) .

يقع المتحف في بقعة ساحرة من مدينة هوبارت Hobart حيث شجيرات العنب المسماة ب (winery) مطلاً أيضاً على مشهد جميل من النهر حيث تظهر المنازل بألوانها الزاهية فوق الجبال وتمتد المياه الصافية لمساحة الرؤية من العين.

قصة إنشاء المتحف:انشأ المتحف عام 2001 بتمويل من المليونير التسماني ديفيد وولش (David Walsh) الذي أراد أن يقدم شيئاً مميزاً لمدينته كجزء من الحب والوفاء لها فكان المتحف بقيمته الفنية والجمالية والسياحية الهدية المميزة بحق، وكان المتحف قد أغلق بعدها في عام 2007 للخضوع إلى التجديد والتحديثات والذي كلفت ما يقارب 75000000$ وعاد وافتتح بعدها بالشكل الجديد والحالي في 21 كانون الثاني 2011 في حفل افتتاح كبير وبهيج حضره عدد كبير من المهتمين منهم 1350 ضيوف مدعون فضلاً عن  2500 من الجمهور الذين تم اختيارهم عن طريق الاقتراع.

يضم المتحف حوالي 400 قطعة فنية من المقتنيات الخاصة لديفيد وولش والتي تجمع التاريخ بالحداثة والجمال بالغرابة في كل زاوية من زواياه الأنيقة.

تفاصيل زيارة المتحف:المتحف يقع كلياً تحت الأرض، وفي الطابق الأرضي هنالك الاستقبال والمطعم حيث يتزود الزائر بدليل مطبوع حول المتحف ويتزود ببعض المعلومات قبل أن ينزل إلى الطوابق السفلية منه التي تضم صالات العرض، ومنه أيضاً يستلم كل زائر جهاز الكتروني بحجم الهاتف المحمول مزود بتطبيق رقمي يضم كل شيء عن المتحف وعن مقتنياته من المعلومات والصور التي سيتعرف عليها الزائر في رحلة التجول داخل الأروقة.

المعرض عبارة عن مجموعة من الصالات خافتة الإضاءة وبأحجام مختلفة تعرض فيها مجموعة من التحف والمقتنيات القديمة والعصرية مابين صور ولوحات ومنحوتات تتميز جميعها بالغرابة خاصة تلك التي تتعلق بالحداثة إلى جنب ذلك هنالك بعض القطع العربية مثل الألواح المكتوبة باللغة المسمارية ومجموعة من القوالب الفرعونية المصرية ويلاحظ في قاعات العرض انها تتغير حسب ما يعرض فيها فهي تارة ممرات متحركة تصدر موسيقى وتارة بجدران ذات رموز وشفر رياضية وتارة ستكون الجدران طبيعية وتمثل طبقات باطن الأرض بكل ما فيها من صخور.

تتزود أيضا كثير من الغرف بشاشات عرض تعرض أفلاماً ومشاهد مقطعة من أفلام غير معروفة أو مشوشة أو مركبة تحاكي العقل بتعابير وجهها وحركاتها.

يمكن للزائر معرفة التفاصيل الكاملة لأي عمل معروض في المعرض من خلال الجهاز الرقمي الذي استلمه في صالة الاستقبال، ما عليه سوى أن يقف أمام العمل ويقوم باختيار الصورة من الجهاز باستخدام قلم حساس لتظهر تفاصيل كثيرة ودقيقة عن العمل وتاريخه، وهي طريقة شرح حديثة لا تستخدم إلا في قلة من المتاحف حول العالم، فمازال كثير منها حتى اليوم يثبت لوحة تحت العمل أو بقربة تشرح ماهيته للزوار.

كل مايمكنني قوله اخيراً أن MONA هو من الأماكن التي تستحق الزيارة لقضاء عدة ساعات للتجول في عالم من الغموض والإبهار وأن هذه التجربة تضيف الكثير من المتعة والمعلومات لكل الأعمار من المهتمين في مجال الفنون والبصريات والتقنية.