مجلة النجوم – سيدني.
دواؤك فيك وما تبصر…وداؤك منك وما تشعر…
أتزعم أنك جرم صغير… وفيك انطوى العالم الأكبر ”الإمام علي بن أبي الطالب.
يا من يحمل كونا عظيما في ثناياه ويمشي على هذه الصغيرة المستديرة… يا من تدب فيه نفحة رحمانية عظيمة الملكات هائلة القدرات مكبلة بجسد بسيط صغير متقن التكوين…
هل أدركت يوما من أنت ولماذا أنت وما هو دورك؟
لو عرفت كم أنت مهم لقدرت وقتك، ووقتك هو بعضك… وكلما فات اندثر جزء منك ومن رسالتك…
ولو أدركت ماهية هذه الرسالة لنكببت على إنجازها ولأطلقت العنان لقدراتك وشحذتها واستخدمتها كي ترى وتسمع وتعلم وتتعرف عن هذا الكون المعجز الذي تسبح فيه مع كل المجرات في انسجام وتشابه…
عندما تفتح صنبور الوقت على مصراعيه في تتبع التوافه من جهة وفي مراقبة الغير من جهة أخرى… ماذا ستجني وبأي خسارة ستمنى… ووقتك هو عمرك هو أغلى ما تملك هو رأسمالك الذي تحتاجه للبدء في أي تجارة وسندك الذي تتكئ عليه للخروج من كل محنة… فلماذا تبدده؟
_لأن الشخصيات التافهة باتت متصدرة… وباتت المضامين التافهة شديدة الوفرة… وبتنا مدمني تسلية نشرع قتل الوقت عمدا كجريمة شغفوضحك واستهزاء… طبعا لا ضير في بعض الجرعات من الفكاهة، التي تعدل مستوى المرح والبهجة لدينا. ولكن حذار من الإفراط منها والتخمة والتفريط بساعاتنا وأيامنا بالضحك والهزل والاستهزاء…
– كما باتت غرف البيوت السرية للكثيرين مشرعة للمارة وخزائن أسرارهم أصبحت مفتحة للملأ… فافتتن الكثيرين في إفناء الوقت وهم يغرفون من خصوصيات الآخرين ويقارنون حياتهم بما يرون (ولو كان أغلبه كذب ونفاق) ويتابعون تفاصيلهم ويهملون أنفسهم ويقدمون الوقت والعمر على مذابح الحشرية والتشبه والاستنساخ وأهملوا ما هم عليه وما ممكن أن يصلوا إليه…
لقد أوجدت لهدف فجده… وأتيت محمل برسالة منتشرة أحرف شيفرتها في شخصيتك ففكهها واعلمها وابدأ مشوارك الذي أتيت إلى هذه الدنيا لأجله…
إن أكثر ما يساعد في الخروج من الكآبة، والتي هي مرض العصر، هو وضع هدف محدد والسعي للوصول إليه… وكلما وضحت رؤيتك لمستقبلك وما تود أن تكونه، سيبدأ طريقك بالظهور وسيتخم وقتك بالنوافع…
عندما تعرف شغفك وتسعى للتمكن منه ستسعد وستسابق الوقت لتتعلم أكثر وتعرف أكثر وكلما اجتزت بحر معرفة بمجاديف العزيمة سيتجلى لك بحور أعمق وأكثر اتساعا… ثم جبال وعرة مكللة رؤوسها بالمعرفة… ثم أنهار وأودية وتلال… فالعلم ذاك الكأس الذي كلما شربت منها ازددت عطشا ونهما إلى ما شاء الله… ومجرد أن تعبئ جعب الوقت بالعلوم تهدأ تلك النفس الملولة ويتحفز ذلك العقل المعجز ليظهر كلمفاتنه… فأكثر ما يفسد شبابنا فراغ الفكر وعدم استهلاك الطاقة والذكاء بما ينفع… وبطالة العقل أم الشرور…
تذكر أن فيك انطوى العالم الأكمل تذكر قيمتك وقدرك وقدراتك وأرنا ما عندك…
رابط مختصر:https://anoujoum.com.au/?p=22368