مجلة النجوم – سيدني

حقق مسلسل “أحلام سعيدة” بطولة يسرا وغادة عادل، ومي كساب، وشيماء سيف، ردَّ فعلٍ قويٍ جداً على المستويين النقدي، والجماهيري، حيث قدّم عديد من قضايا المرأة بشكل غير مباشر؛ لكنه مؤثر، مثل: قضية تأخر سنّ الزواج، وعدم الإنجاب، وتعدد الزوجات، وفي حوار مع “اندبندنت عربية”، تحدثت مؤلفة العمل <هالة خليل> عن تفاصيل المشروع منذ البداية، وكيف تحول من فيلم إلى مسلسل، ولماذا تحولت من مخرجة إلى مؤلفة في هذا العمل.

بطولات نسائية:

وقالت هالة خليل:” إنه على الرغم من كوني مخرجة في الأساس، لكنني أحببت الكتابة، وطوال الوقت أكتب أفكاراً وقصصاً وموضوعات، مشكلتي أنّ كلّ أفكاري بطولات نسائية، وتكمن الصعوبة في هذه النقطة أنني لا أجد إنتاجاً لتنفيذ تلك المشروعات النسائية، فليس هناك منتج يتحمس للتصدي  ضد عمل بطلته امرأة، وقد كتبت “أحلام سعيدة” بوصفه فيلم منذ مدة ، وفوجئت باتصال من المنتج جمال العدل، حيث قال لي: “هل لديك عمل يصلح كمسلسل ليسرا؟”. فكتبت له معالجة جديدة لفيلم “أحلام سعيدة” والحمد لله، أعجبتهم جداً، وكانت في العمل خطوط درامية تصلح لثلاث شخصيات، هي فريدة، وشيرين، وليلى، وتمت إضافة شخصية “صدفة” التي قامت بها شيماء سيف عند كتابة المسلسل”.

وعن أزمات المرأة التي تحدث عنها المسلسل، وحققت نجاحاً كبيراً، قالت هالة خليل: “تعاني شخصية فريدة التي تجسدها يسرا من مشكلات عديدة، غير أنها ارستقراطية وعلاقتها سيئة بابنها الوحيد، وشقيقها، وستظهر الأحداث المقبلة وضوحاً أكبر في مشكلاتها، وكذلك، ظهرت أزمات بعض الشخصيات مثل: شيرين؛ وهي أنها لا تريد الزواج، ومع الوقت، ظهرت أزمة أخرى أن لديها إحساساً بالذنب تجاه السيدة التي صدمتها بالسيارة وسببت أذى كبيراً لها، وفقدت بصرها؛ بسبب الحادث، وهي تريد أن تتحرر من الذنب الذي اقترفته لدرجة أنها لا تنام منذ الحادث”.

أضافت خليل: “وضع المسلسل يده على قضايا نسائية، واجتماعية عديدة، مثل: العنوسة، ورفض الزواج، وعدم السعي له، وهناك كثيرات من الفتيات في سنّ الثلاثينيات والأربعينيات يقلن: “أحب نفسي ولا أريد الزواج”، وأكدت أن كل الشخصيات التي تناولتها في المسلسل حقيقية، وتعرفها في الواقع ، وأشارت إلى أن لديها صديقة اتخذت قراراً بعدم الزواج على الرغم من أنها جميلة وناجحة، ولها مهنة مهمة، إلا إذا وجدت شخصاً يغير هذا القرار، ويجعلها تقبل بالزواج، وأشارت إلى أنّ شخصية <شيرين> عبرت عن هذه الفتاة الحقيقية، وقالت: “إنها فتاة طبيعية، وليست ضد الطبيعة، ولهذا السبب أظهرتُها بالمسلسل إنسانة طبيعية تعجب بشخص اسمه <طارق>، ولها مشاعر وتحبّ، لكنها لا توفق في الزواج به، فتقرر ألا تتزوج حتى تجد من يغير رأيها في القرار، وليست القصة أن تتزوج من باب مبدأ الزواج والخوف من شبح العنوسة”.

سن اليأس:

وعن شخصية ليلى، وسن اليأس المبكر، وطرحها بالمسلسل، قالت هالة خليل: “تعاني سيدات كثيرات من مشكلة تأخر الإنجاب أو سنّ اليأس المبكر أحياناً، وللأسف، أي سيدة مصرية، لو وجدت نفسها غير قادرة على الإنجاب تضحي بنفسها وتقول لزوجها أن يتزوج، ومع الوقت، قد تكتشف أنه متزوج بالفعل قبل طلبها ذلك، وعندما تريد حلّ مشكلتها قد تجده غير متعاون، وهذا ما عبرت عنه شخصية ليلى”.

وعن تصور بعضهم أنّ المسلسل يدعوا إلى تعدد الزوجات في حال عدم قدرة السيدة على الإنجاب، لفتت خليل إلى أنها لم تقصد هذا الأمر، وهي ليست مع زواج الرجل في حال كانت زوجته تعاني من مشكلة عدم الإنجاب، مؤكدة أنها تعاطفت جداً مع شخصية ليلى، وعندما اكتشفت أنّ زوجها تزوّج عليها حتى قبل أن تطلب ذلك، اتهمته بالخيانة، وستكشف الأحداث تغيراً في شخصيتها.

إنفاق الزوجة وتبدل الأدوار:

إنفاق الزوجة على المنزل، وتبدل الأدوار بين الرجل والمرأة كانا من الخطوط الأساسية التي عبَّر عنهما المسلسل من خلال شخصية <نيفين> المتزوجة من <أنسي> الذي ترك عمله، وهو يطبخ، ويتكفل برعاية أولاده بدلاً منها، وقالت هالة: “أنموذج أنسي أعجب عدداً كبيراً من الجمهور؛ لأنه متعاون في المنزل، ويقال:” لماذا لا يوجد أنموذج هكذا محب لبيته وأولاده”، وهنا سُجِل لومٌ إلى السيدة التي لا تقدر الأمر، وهي نيفين، وأردتُ من خلال هذا الخط الدرامي أن ننوه  إلى  أنّ الأمر ليس جلوس الرجل في المنزل، وإنفاق الزوجة فقط، مدعاة إلى اللّوم أو الهجوم، بالعكس، أردتُ القول:” إن الرجل ليس مجرد محفظة، وأداة للصرف على المنزل فحسب، حتى في الخارج، يتم تحديد مَن سيجلس في المنزل، ويضحي بمهنته على حساب مَن راتبه أكبر، ومَن مهنته يمكن أن تتأذى إذا جلس بالبيت، ولكن، ليس مَن هو الرجل، ومَن السيدة على أساس الذي سينفق على المنزل مادياً”.

رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=11687