بقلم الكاتبة آسيا الموسوي- سيدني
ولد هيث ليدجر في بيرث- أستراليا بتاريخ ٤ من شهر أبريل عام ١٩٧٩م، والدته تُدعى سالي ليدجر بيل؛ هي مُدرِسة فرنسية، ووالده يُدعى كيم ليدجر؛ سائق سيارات السِّباق، ومتخصص في التعدين. لديه أيضاً شقيقتان غير شقيقتين: أشلي بيل، وأوليفيا ليدجر، كلتيهما ولدتا من الزواج الثاني لِوالديه .
لكن أقرب علاقة أُسرية ل( ليدجر) صلته بِ (كيت) التي عزا إليها -لاحقاً- الفضل في تحفيز حياته المهنية بالتّمثيل.
حينما بلغ العاشرة من عمره فاز (هيث) ببطولة صغار الشطرنج التي أُقيمت في أستراليا الغربية، و عند بلوغه عُمر السّادسة عشر، أنهى( ليدجر) امتحانات تخّرجه من مدرسته، وسافر إلى سيدني مع صديق طفولته( تريفور ديكارلو)؛ بغية تحقيق حلمه الفني.
في بداية الأمر، أدّى أدواراً صغيرة في المسلسلات التِّلفزيونيّة، بينما ظهر للمرّة الأولى في عالم الأفلام عام ١٩٩٧م في العمل الدّرامي المؤثّر ” بلاك روك”، في عام ١٩٩٩م ظهر إلى جانب الممثلة: جوليا ستايلز من خلال دوره في الفيلم ” ثينغز أي هيت ابوتي يو” على الرَّغم من صِغرِ سِنه ،و خبرته المتواضعة في مجال التّمثيل سرعان ما تمكن( ليدجر) من أنْ يجد لنفسه مكاناً بين نجوم الصَّف الأول من خلال تقديمه لأدوارٍ مميزةٍ.
إلى جانب الموهبة الفريدة، أظهرت أدواره السّابقة وسامةَ( ليدجر) وجاذبيته، حتّى أنّ مجلة* بيبول* صنّفته عام ٢٠٠١م ضمن قائمتها لأكثر الأشخاص وسامةً.
(الفارس الأسود)، وهو فيلمٌ من أفلام السُّوبر( هيروز)، وبالتّحديد الرَّجل الوطواط أو( بات مان) جاءت شهرة “ليدجز”؛ لترفعه إلى صفوف نجوم الصّف الأوّل، آمن كريستوفر نولان؛ مخرج الفيلم ب(هيث ليدجر) في هذا الفيلم رغم اعتراض كثيرين، رأى إمكانياته التي لم تُكتشف بعد، وعرف أنّه يمتلك طاقةً رهيبةً تبحث عن مخرج لها، فأهدى إليه شخصية (الجوكر) التي اختلفت كثيراً عن الجوكر الذي قدموه فنّانين كُثر؛ فهو أدى دور الجوكر بواقعية كأنّه رجلٌ حقيقي مُخيف بالطبع لكنه حقيقي،وشديد الذكاء، والقسوة.
هذا الفيلم الذي عُرض في الثّامن عشر من تموز عام ٢٠٠٨م فقد حققَّ أرباحاً قُدِرت بأكثر من ٤٠٠ مليون دولار خلال ثمانية عشر يوماً فقد حاز بفضله على جائزة *غولدن غلوب*، و جائزة *أوسكار* عن فئة أفضل ممثل مساعد عند دوره هذا.. و لكن بعد وفاته.
و التقى (هيث) بالممثلة (ميشيل ويليامز) ضمن كواليس الفيلم “بروكباك” و سرعان ما ارتبطا بعلاقةٍ عاطفيةٍ عام ٢٠٠٥م، و تزوجا لينجبا ابنتهما الوحيدة (ماتيلدا روزو) سرعان ما انتهت علاقة الثنائي بالطلاق بعد سنتين من الزواج؛ بسبب “مشاغل” الطرفين.
بتاريخ الثاني و العشرين من شهر يناير عام ٢٠٠٨م، عُثِر على ليدجر متوفى في شقته بالطّابق الرّابع في مدينة نيويورك بِظروفٍ وصفت بالغامضة، و صرحت الشُّرطة عن وجود بعض الأدوية الموصوفه له في الحمام،و لم يكن هناك أي أدلة على الإنتحار أو حصول جريمة قتل.
كانت نتيجة التشريح أن السبب الوفاة؛ تناول (هيث) لأدوية نوم زائدة وصفت له طبياً.
هذا و ذكرت بعض التقارير الصّحفية أنّ( هيث) تعاطى المخدرات بالإضافة إلى تناول الحبوب المهدئة، و المضادة للاكتئاب، هذا ما أوصله إلى تناول الجرعة الزائدة التي أودت بحياته.
يشار إلى أن النقاد، و الجمهور يرون شخصية *الجوكر* في فيلم باتمان عام ٢٠٠٨م التي شُخصت من قِبل الممثل الراحل (هيث ليدجر) من أدواره التي لاقت نجاحاً مُبهراً؛ ما جعل الأوسكار العالمي يمنح لأول مرة جائزة لفيلم خاص بالأبطال الخارقين عن فئة أفضل ممثل مساعد.
حسناً، لقد فعل *هيث ليدجر* أداءً عظيماً، كان طريق قصير الذي خاضه، ولكنه مؤثراً حيث ترك بصمةً فنيةً من الصّعب نسيانها.
مجلة النجوم – سيدني
رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=15650