تحايل العراقيون بعدة طرق على اللغة العربية
حتى أفرغوها من محتواها الحقيقي

فهيم عيسى السليم

 

أوكلاند
لا يختلف إثنان أن العراقيين يستخدمون الحروف العربية المنطوقة حينما يتكلمون إضافة لحروف أخرى ورثوها أما من لغات العراق القديمة مثل (اﻟﮔاف) أو من الأقوام التي إحتلت العراق قبل الدخول العربي له مثل (اﻟﭽيم) ولكن لا أحد يعترف أو يدرك تماما في ظني المتواضع أن العراقيين في أحايين كثيرة ينطقون المفردات والتراكيب اللغوية العربية لكي تعني معانٍ مختلفة تماما.
لقد تحايل العراقيون بعدة طرق على اللغة العربية حتى أفرغوها من محتواها الحقيقي وحولوها وسيلة للتعبير عن ذواتهم هم أي الذات العراقية وليس الذات العربية بنت الجغرافية والتأريخ والطبيعة المختلفة.
أنا لا أتحدث عن إسقاط قواعد اللغة العربية وأهمها الحركات عند الحديث فهذا ما فعله كل العرب ولا أتحدث عن لي الكلمات أو عدم نطق بعض الحروف أو نطقها بشكل مختلف فهذا هو شأن كل اللهجات العربية إنما أتحدث عن عملية إستغرقت قرونا طويلة أدخل فيها العراقيون اللغة العربية بكاملها في مسارات اللغات العراقية القديمة الأقدم من العربية بكثير وهي اللغات السومرية والأكدية وبنتيها البابلية والآشورية ولاقحوها بالآرامية السريانية والمندائية وأنتجوا ما يرون أنه عراقي صميم مستقل بذاته.
أنا متأكد أنكم متعطشون للأمثلة والأدلة على ما أقول من هذا الكلام الخطير وسأقول لكم أن الأمثلة هي لغتكم اليومية العادية التي تستخدمونها بلا وعي معتقدين ومؤمنين أنكم تتحدثون العربية الدارجة والأمر ليس كذلك بتاتا
إن (بطن) يعرفها ويتفق جميع العرب على معناها وتحتويها المعاجم
إن (يمشي) يعرفها ويتفق جميع العرب على معناها وتحتويها المعاجم
ولكن ( بطنه تمشي) ليست عربية ولا يفهمها إلا العراقيون!
إذا هذا التعبير ليس عربيا رغم أنه يستخدم مفردات وحروفاً عربية!
وإذا قلت لكم أن أغلب كلامكم هكذا فماذا ستقولون؟
وإذا قلت لكم أن العراقيين أضافوا لهذا تعقيدات جديدة بإضافات متعددة متوارثة من اللغات القديمة مما جعلها مستغلقة على غير العراقيين فماذا ستقولون؟
مرگتنه على زياگنه
المرق فصيح لكنه صار مرﮔاً عراقياً
والزيق فصيح لكنه صار زﯿﮔاً عراقياً
وهكذا وصلنا لهذا التعبير الجميل العميق المعنى
ما صايرة ولا دايرة
صار ودار فصيحتان لكن الإشتقاق مختلف والمعنى والتركيب ليسا عربيين
ومثلها
الحديدة حامية
فالكلمتان فصيحتان لكن التعبير غير عربي بل عراقي صرف
ومثلها
بايع ومخلّص
لأن العراقيين متفقون على المعنى الجديد الخاص بهذه الجملة ولا أحد غيرهم
وأستطيع أن آتي بالأف الأمثلة على ما أقول
اللغات الفارسية والكردية والأوردية ولغات أخرى تستخدم حروف الأبجدية العربية ونحن مثلهم في لغة التخاطب إنما الفرق هو أن القراءة والكتابة في العراق بالعربية الفصحى لكنها تنحدر بسرعة هائلة لتقترب من اللغة العراقية المنطوقة وإن كتابة الرسائل القصيرة باللغة العراقية بين الشباب في مواقع التواصل الإجتماعي تشكل واحدة من أهم بداية حلول اللغة العراقية المكتوبة محل الفصحى ولا بد يأتي اليوم الذي ستضاف فيه (اﻟﮔاف) و(اﻟﭽيم) إلى لوحة المفاتيح العربية العراقية كي نستطيع بسهولة أن نكتب
إحرﮒْ جميع إعضاي مرخص عليها
بسْ لا تصل للروح  ﭽيف  إنتَ بيها
الحقيقة أم الخيال صادمان للكثيرين لكن العراقيين من جنوب ووسط العراق سعداء بهذه الحميمية والتميز ويعتزون بلغتهم الخاصة أيما إعتزاز.