#مجلة_النجوم_سيدني 

مقابلةٌ خاصة مع الفنانة الاستعراضية “حنين العلم”

تحاورها علا بياض – رئيسة تحرير مجلة النجوم

رحلةٌ فنيةٌ محفوفة بالتميز، والتألق لفنانةٍ مبدعة مبتكرة، برعت في عزف الكمان، نثرت -أيضاً-  موسيقى الحب و الفرح بِعزفٍ انسيابي لا يُضاهى، تخطفنا إلى أجواء تفيض شغفاً وانبهاراً،  أناملها  الساحرة تداعب آلة الكمان بكل احتراف، واتقان حيث  تخاطب الإحساس، والوجدان بِعزفٍ ساحرٍ أَخَّاذ يحرك أفئدة السامعين؛ لتداعب مشاعرنا، وتلامس أرواحنا بِفيض إحساسها الدافئ  وقوة أدائها، أيضاً لتمنحه بُعداً سماعياً مختلفاً.

على أوتار الكمان تتهادى العازفة اللُّبنانية “حنين العلم “بكل خِفةٍ، ورشاقة؛ لتقدم مقطوعات تسحر الأسماع، وتخطف القلوب، جمعت حنين  بين الرقص، والعزف بنكهةٍ شرقية، وغربية حيث ابتكرت  أسلوب فريد مبني على هوية لغة الجسد ضمن إطار الرقص التعبيري الذي  يمتاز بالأناقة والحيوية والتنوع ما سمح بإعطائها مساحة أوسع للتعبير، والإبداع.

لمع اسم حنين، وسطع  في سماء الفن نجمةً تضيئ عالم الموسيقى، الموهبة التي تمتلكها صنفت حنين ضمن  قائمة الموسيقيين المحظوظين، نجحت في تحقيق قاعدة جماهيرية كبرى من دول مختلفة حتى  ذاع صيت اسمها عالمياً.

بثقةٍ عليا، وخُطى راسخة، وسريعة ، رسمت “حنين العلم” ملامح مستقبل محفوف بالتألق، والتميز. (حنين)أقرب ما تكون إلى الانقلاب على العادات، والتقاليد، والقوالب، والقيود التي تحد من نجاحها، وطموحها  فهي تحدت نفسها   حتى سحرت العالم بِعزفها، وأدائها.

سيرة ذاتية:

ولدت حنين في بلدة تدعى( بسكنتا) عام ١٩٨٦م- بدأت  مسيرتها الفنية بوصفها عازفة كمان حينما بلغت الثامنة من عمرها.

ترعرعت في منطقة (ضهور الشوير)، درست في الجامعة اللبنانية قسم  التربية، والموسيقى حيث  تَوجت تعليمها الأكاديمي بِشهادة دبلوم في المعهد الوطني اللّبناني للموسيقى.   حبُّ حنين، و اندفاعها إلى جذورها و أمتها الممزوج بِعشقها للطبيعة  أدى إلى إبداع  فنانة مفعمة بالمثابرة، و التناغم.

إصدارات الفنانة حنين:

صرحت حنين قائلةً:

“أطلقتُ أول عملٍ  لي عام 2014م فهو من تلحيني،  و كتابتي أيضاً.

أصدرتُ ألبوم (أرابيا)  يتضمن/ 9/ معزوفات منوعة أسميتها  (أرابيا)؛ لأنّ المعزوفة لها مكانة خاصة في قلبي بالإضافة إلى تكريمي من قبل اليوتيوب؛ لتخطي مشاهدات الفيديو 115 مليون مشاهدة.

أصدرتُ ألبوم” نوستالجيا “، و ثلاث كليبات  بعنوان ( مياس – و أرابيا- ومصدق حالك)”.

مشاركات وتكريمات حنين:

توجت حنين بجائزة أفضل عازفة كمان في مصر عام 2017م، وأفضل عازفة كمان في تركيا، كما عزفت أوتارها ضمن مجموعة من المهرجانات العالمية منها: لاس فيغاس، موناكو، بلغاريا، البرتغال  الصين،قبرص، البرازيل بالإضافة إلى معظم الدول العربية.

تصدر اسم حنين  في قائمة  المجلات العالمية، ناهيك عن تسجيلها لعملٍ مشترك مع الفنان الهندي العالمي (علي خان) في هوليوود  حيث تم اختيارها  من قبل المخرج العالمي

( جوزان سانديب) لتصوير كليب أغنية (زينداغي )؛ وهي أغنية تفيض بالعواطف، والمشاعر.

ما هي خصوصية آلة الكمان بالنسبة لك؟

“الموسيقى حياة “انجذبتُ إلى الكمان، وشعرت أنّها تليق بي كأنثى،  حتى بشكلها تمثل المرأة، وإحساسها، وجمالها، فالكمان ليس بالنسبة لي أداة موسيقية وحسب؛ بل هو اكتمال روحي، وانضباط ، جزء جسدي لا يتجزأ من كياني.

إلى ماذا تحتاج المقطوعة الموسيقية حتّى تصل إلى العالمية؟

الموسيقى لغةٌ عالميةٌ، ولغة شائعة لكل الناس رغم اختلاف الثقافات؛ فهي لا تعتمد تماماً على السلوك الثقافي، بل هي نتيجة كليات نفسية داخلية تجعلنا نشعر أن أنواعاً معينة من الأصوات، والأنغام مناسبة لظروف اجتماعية، وعاطفية بِصرف النظر عن الثقافة. فالموسيقى  التي تحمل طابع الذوق، والتميز تتخطى الحدود، والشرائح  حيث تدخل قلوب الجمهور أينما كان وأياً كان ذوقه، وثقافته، الموسيقى هي اللغة الوحيدة التي تجمع شعوب العالم.

في معزوفاتك الموسيقية مزيج بين الشرقي والغربي كيف تتواصلي مع جمهورك بتلك الرؤية المختلفة؟   

أنتمي إلى أرض لبنان ذلك البلد  المتوسطي الشرقي الذي  ولدتُ فيه ،  وورثت إرث البحر المتوسط الذي يحمل إرث الموسيقى العربية، والغربية بصورةٍ عامة.

الموسيقى تحمل مضامين عميقة روحية فلسفية مع التجديد في أساليب العزف، والاستفادة من روح الموسيقى الشرقية، ومعطيات الموسيقى الكلاسيكية العالمية؛ لدمجها  في قالب فني تعبيري فريد وأنيق.

من هم الفنانين التي تأثّرتِ واستلهمتِ منهم؟

(موزارت) يعدُّ  معجزةَ الجمال، وأسرار الموسيقى، كان حر،وجريئ يرغب  بالهروب من قيود زمانه بوساطة قوة الشباب، ويسعى إلى مخاطبة الوجدان البشري بِمفردات موسيقية جديدة، تخلقها انتفاضته الفنية، ويبتدعها خياله، فلم يكن يرضى بالجمود، ولا يخشى شيئاً في سبيل الموسيقى، والبوح بأفكاره الفنية.

وتعدُّ السيمفونية (الأربعون) من سيمفونيات موزارت المهمة، ومن أشهر مؤلفاته، ويرتبط جزء منها لدى السامع العربي بأغنية «يا أنا» للسيدة فيروز، حيث عمل الأخوان الرحباني بالاعتماد على الثيمة الافتتاحية للسيمفونية بوصفها لحن لأغنيتهما.

نحن امتداد لمن سبقونا، والجيل القادم سيكون امتداداً لنا، وهكذا هي سيرورة الحياة كلنا امتداد لبعضنا بعضاً.

ما هي رسالتك إلى الجمهور؟

الموسيقى هي روح الحياة لنْ يقدّرها أحد إلا إذا امتلك فيضاً من الحب، والإحساس؛ فكلُّ واحدٍ منا يمتلك هوايات، وقدرات، والحس الفني في أي مجال يجب علينا إظهاره، ورعايته حتى لو وجدت صعوبات تستدعي مواجهتها؛ لأنه -حتمياً- سيأتي ذلك اليوم الذي سيفتخر الشخص بأعماله. يجب أن لا نستهين بقدرات أي  شخص؛ فكل شخص من الممكن أن يصنع التغيير ويحدثه.

وأعتقدُ أنَّ كل شخص يجعل الناس يقيمونه بالتميز  إذا رأى  في نفسه الفرادة،وأطمح خلال هذه المسيرة الفنية أنْ أُسعد الجمهور، وأصنع نوعاً من التغيير في مفاهيم الموسيقى.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

مشاريعي كثيرة، وطموحي أكبر كذلك أريد إيصال صوت كمان المرأة اللبنانية إلى  أنحاء العالم كافة، وترك بصمة للمرأة العازفة الاستعراضية  في كل بقاع الأرض.

وأشكر مؤسستكم  الإعلامية بوساطة مجلة النجوم  التي سمحت لي الفرصة بأن أتقرب من الجالية العربية في أستراليا، وأعطي وعداً للجمهور الأسترالي  بحفلات متعددة  آخر العام الحالي.

رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=14025