نوال القصار

يحتفل مهرجان عمان للرقص المعاصر بدورته العاشرة في نيسان 2018 ويأتي تأسيسه ضمن أهداف المركز الوطني للثقافة والفنون في نشر الثقافة و الفنون في الأردن و بناء جسور من التعاون مع فرق الرقص العالمية و ابراز التنوع الثقافي.
راقصة الباليه الأولى في الأردن ومديرة المهرجان رانيا قمحاوي تحدثت إلى مجلة النجوم عن هذا المهرجان وعن هذا الفن الرفيع الذي يرمز إلى الحضارة والفن الراقي على مستوى العالم فقالت:
«يساهم المهرجان في تعريف الجمهور الأردني على احدث العروض المقدمة في مجال الرقص المعاصر في العالم والمواضيع التي تحاكي القضايا الانسانية والتحديات التي يواجهها العالم.
ومهرجان عمان للرقص المعاصر هو نتيجة التعاون المستمر بين شبكة مساحات التي تشمل مسرح مقامات في لبنان و سرية رام الله في فلسطين. وقد شاركت العديد من البلدان في المهرجان بما في ذلك تونس ، المملكة المتحدة ، النرويج ، هولندا ، كوريا الجنوبية ، فرنسا ، سويسرا ، أستراليا ، ايطاليا، الولايات المتحدة الأمريكية ، إسبانيا وغيرها من الدول. وللمرة الأولى هذا العام ، ستشارك فرقة مسرح الرقص الحديث في دار الأوبرا بالقاهرة.
وماذا تقول رانيا عن تأسيس فرقة مسك التي انبثقت عن المركز الوطني للثقافة والتي تشرفين شخصياً على تصميم عروضها الكلاسيكية وتدريب الراقصين على أدائها؟
«أسس المركز الوطني للثقافة في العام 1996 فرقة مسك لفنون الرقص والتي تضم 12 راقص وراقصة محترفين يتمتعون بمهارات عالية في فنون الرقص والتي تشمل الباليه الكلاسيكي، الرقص المعاصر والفنون الشعبية وتتميز عرض الفرقة بأسلوب المزج المتناغم ما بين الفنون الشعبية والرقص المعاصر وتقدم الفرقة العديد من العروض المتنوعة محليا،إقليميا ودوليا .
ومن اهم الأعمال الكلاسيكية التي قدمتها فرقة مسك:»كسارة البندق»التي عرضت في عام 2011 وباليه»شهرازاد» و»كوبيليا» واللتان عرضتا لأول مرة في مهرجان جرش الدولي في عامي 2013 و 2014، كما تمت إستضافة باليه شهرازاد في مهرجان صيف البحرين في عام 2013.
وفي آذار 2017 قدمت فرقة مسك باليه»ملكة الثلج» بمشاركة 70 طالب وطالبة من دائرة فنون الرقص في المركز.
شاركت فرقة مسك في العديد من عروض الرقص الشعبي بما في ذلك»ليلة الكنز الأردني» في مقر اليونسكو في باريس بحضور جلالة الملكة رانيا العبد الله والعديد من العروض في افتتاح مؤتمر الشباب العرب الدولي تحت رعاية جلالة الملكة نور الحسين في الأردن، كما وشاركت الفرقة في مهرجان أوكيناوا المسرحي في اليابان، ومهرجان المسرح العالمي في سان دييغو، ومهرجان بينيالي المبدعين الشباب في أوروبا والشرق الأوسط في نابولي و في احتفال الأردن بسبعين عاما من العلاقات الأردنية التركية في انقرا.
وفي مجال الرقص المعاصر، شاركت الفرقة في مهرجان عمان للرقص المعاصر السنوي في عام 2016 بعرض»91 درجة» و عام 2017 بعرض»كلمات» وفي حفل افتتاح كأس العالم للسيدات تحت سن 17 في عام 2016 وستشارك الفرقة في مهرجان بيت لحم للفنون في تشرين الأول 2018
وعن مستوى فن الباليه في الأردن والعالم العربي مقارنة بالدول الغربية تقول:
«حقق الباليه في الأردن مستوى جيدًا جدًا بالنسبة للغرب ، لكن بما أن معظم الراقصين هنا يحضرون حصص الباليه في فترة المساء بعد العمل أو المدرسة ، فهذا يعني أنهم لا يتلقون نفس القدر من التدريب الذي يجب أن يتلقاه الراقصون المحترفون لأن الأردنيين ما زالوا لا يعتبرون الباليه والرقص بشكل عام كخيار مهني. ومن قصص النجاح البارزة قصة راقص حصل على تدريب في المركز الوطني للثقافة والفنون وتمكن من الحصول على منحة دراسية في مدرسة جوفري للباليه في مدينة نيويورك وسيصبح أول راقص اردني يستكمل دراسة الرقص بشكل احترافي.
وهناك إقبال جيد من الطللبة وخاصة في الفئة العمرية الأصغر ويصبح إلتزامهم اكثر صعوبة عندما يكبرون لأن التدريب يتطلّب ساعات أطول ويصبح من الصعب عليهم الالتزام بالدروس بسبب دراستهم الأكاديمية .
وعن الصعوبات التي واجهتها في البداية تقول: لقد واجهت العديد من التحديات في تأسيس رقص الباليه في الأردن لأنه بينما كانت الأغلبية تقدر فن الباليه كان هناك البعض الذي يعتقد أن الباليه لم يكن مناسبًا لذوق المجتمع الأردني وليس فنًا تقليديًا.
و لكنني اعتقد بأنني تمكنت من التغلب على هذا النهج من التفكير من خلال التأكد أن العروض المقدمة للجمهور المحلي كانت حساسة من الناحية الثقافية و كانت موضع تقدير وإعجاب من قبل الجمهور الأردني، ومن معرفتي وخبرتي الكبيرة بالرقصات الأردنية التقليدية ولكنني حتى الان لم انجح في إقناع الدولة بتشكيل وتبني فرقة رقص محترفة يمكن أن تمثل الثقافة والتراث الأردني في المهرجانات الإقليمية والدولية.
والمشاركات والمشاريع على المستوى الدولي:
«حصلت على منحة فولبرايت كباحث مقيم في جامعة ساوث داكوتا في عام 1998 مع التركيز على الثقافة في العالم العربي حيث صممت عرض بعنوان»عيون إلى الشرق» لطلبة الدراسات العليا في الفنون المسرحية كما تم دعوتي كمصممة رقصات دولية الى مهرجان الرقص الأمريكي في جامعة ديوك في الولايات المتحدة، وكوبا في الذكرى ال60 لباليه هافانا. ومؤخرا تم دعوتي كمتحدثة في جامعة نيويورك في أبو ظبي للتداول حول إشراك المجتمع المحلي في الفنون.
وحاليا انا عضو في لجنة SouthMed CV التي تدعم مشاريع مبتكرة وخلاقة ثقافية وفنية التي تركز على دور الثقافة في المجتمع العربي.
وبالإضافة إلى الأعمال التي ذكرت أعلاه شاركت في مهرجان صيف البحرين في عام 2013 كما كنت مصممة الرقصات للعرض المسرحي الراقص»عبر الرياح … حكايات عربية»، الإنتاج المشترك العربي الأول مع مركز كينيدي للفنون الأدائية في واشنطن والعرض المسرحي»بترا إن حكت» في عمان.
حاليا اعمل على تصميم حفل افتتاح بطولة أسيا لكرة القدم للسيدات وعلى عرض راقص مستوحى من موسيقى شتراوس وبالية سندريلا.