سعادة النائب شوكت مسلماني يكرم الموسيقيين الأستراليين العرب

#مجلة_النجوم_سيدني

بقلم الاعلامية شادية الحج

*يبقى الاستثناء هو صلب القاعدة *

يصعب ُعليّ أن أذكر المناسبات التي شاركت بتقديم برنامج احتفالها أو نشاطها ؛ ولكن يبقى في الذاكرة ما حبكته الأيام ونسجته من خيوط واقع نعيشه كحلم ٍ أو ْ كواقع اقرب الى الخيال.

من هذه المناسبات النادرة أحب ّ أن أستذكر بفرح كبير ؛

يوم الأربعاء في الواحد والعشرين من شهر أيلول / سبتمبر الذي كنا فيه على موعد مع الجالية العربية ومع مجموعة من الشخصيات الفنية في مبنى برلمان الولاية في نيو ساوث وايلز . جمعنا قاسمٌ مشترك واحد عطاءٌ لم تحدّه صعاب بالرغم من ظروف الغربة والبعد عن الوطن الأم.

جمعت ْهؤلاء الفنانين ظروف الحياة والحب اللامتناهي للمهنة ; منهم من كان ممثلاً كوميدياً مسرحياً أضحك الكثيرين خلال أجيال وأجيال من المسافرين عبر زمن الصوت والصورة، وخشبة المسرح، ومنهم من حمل عوده وسهر مع اوتاره على أنغام عشق قديم لزمن عمالقة الفن والابداع، ومنهم منْ اخذ آلة المجوز ونفخ في بوقها حبّه للحياة وتحدّيه لانعكاساتها على ارض واقع لا يخلو من خيبات الأمل؛ ومنهم ما أطرب الليالي بصوته الشجي علّه ينسى مع الآخرين هموم العيش بالبعد ولوعة الحنين، ومنهم من لامست أصابعه أوتار الكمان أو آلة القانون او الاورغن ومنهم حمل معه شغفه وحبّه للفلكلور فرقص وأسّس َ واستمر ّ بالعطاء دون منازع…

هكذا اجتمعوا وجُمعوا فرداً فرداً وباقة واحدة ملّونة ومتشابهة.

وهكذا جمعهم من سمع وجعهم ورأى حلمهم وتوقف عند استمرارهم وعانق طموحهم فكبر حلمه بحلمهم وواقعه عانق واقعهم فكانت لهم شهادات التقدير والتميّز وكانت له محطة تقدير ووفاء سطرّت بالخط العريض سيرته السياسية. حملوا معهم من مبنى المؤسسة الرسمية ْ المتمثلة بكلمة وبموقف الشعب الحرّ في ظل دولة تعترف بحقوق الانسان؛ شهادات عمر أمضوه بالعمل وبالتفاني لما ورثوه من فنّ فأتقنوه.

لَمْ تكن مناسبة ولا حفل ولا احتفال بل كانت “جمعة ُ أحبّة “التقوا حول مائدة النغم ونقطة الوصل والوصال كي ْ تبقى صورتهم في البال ذكرى طيبة لمن سيأتي من بعدهم فتقوى عزيمتهم بعزيمة من ْسبقوهم فيسيرون معاً ولا ينقطع ُحبل ُ الصرّة متى تشابكت الأيدي وصدحت أصوات ُ الاستمرارية لنهضة الفن الشرقي في هذه البقعة من العالم.

هكذا كان اللقاء الذي دعا إليه سعادة النائب البرلماني في المجلس التشريعي الاستاذ المحترم شوكت مسلماني.

شكراً لهذا الحبّ الذي تجسّد َ تقديراً ووفاءً ؛ عسى أن يبقى المكرّمون دوماً أهل النخوة والعزة والكرامة؛

وعسى أن نحفظ الذكرى بما حملتْ من معاني تخطت حدود التكريمات والمواقف العابرة.

إلى سنين كثيرة زاخرة بصدى الاعمال الراقية والابداع.