مجلة النجوم سيدني
“كذبة أول نيسان”
بقلم علا بياض رئيسة التحرير
اخترع العقل البشري يوما عالميا للاحتفاء بالكذب من باب المرح والفكاهة إلا أنها بالحقيقة ظاهرة سلبية ومتفشية في كل العالم. الكذب منتشر كالوباء على مدار السنة وتطور وتعولم وصار له رواجه وجاذبيته ومؤسساته، وعن طريقه يتحقق الاستقطاب العاطفي والعقلي والمادي، بدءا من أبسط العلاقات بين الأفراد وصولا للسياسات بين الدول.
الكذب والتلاعب مهنة يحترفها “الكذاب” لأنه يمتلك مهارات عالية من التفكير الجيد والذاكرة القوية والتبريرات الجاهزة ،والاستعداد النفسي والتربوي والاجتماعي لهذا الاحتراف العالي. ولعل من أسوأ أنواع الكذب على نفس صاحبه والآخرين الكذب المدروس المتعمد الذي يهدف إلى إلحاق الأذى بالناس، وهو كذب يشي بنية خبيثة ونفس نزاعة للشر، فهو كالأسيد الذي يفتت حتى أكثر الروابط صلابة ومتانة، وهو بذرة فاسدة لا تروم منها نبتة صحية قابلة للنماء.
فالإنسان الذي يتحلى بالصدق يشرف قدره، وتطيب حياته، ويكثر أنسه، وتسعد نفسه. كتب الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه يقول: «إن الكذبة شرط الحياة»، ذلك أنها موجودة وقائمة طالما وجدت الحياة وقامت.
رابط مختصر –https://anoujoum.com.au/?p=18910