بقلم علا بياض –  رئيسة تحرير مجلة النجوم

يحتفي  سكان العالم بتاريخ الثالث من  ديسمبر/كانون الأول – كل عام- بمناسبة اليوم العالمي  “لذوي الاحتياجات الخاصة”.

وقد اعتُمِد تاريخ اليوم للاحتفال به من قِبَل الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة، حيث ناشدت كل الدُّول الأعضاء فيها؛ من أجل العمل على زيادة دمج المعوقين داخل مجتمعهم.

هذا اليوم يهدف إلى رفع الوعي  عن قضايا الإعاقة بالإضافة إلى دعم التَّصاميم الصَّديقة للجميع؛ من أجل ضمان حقوق ذوي الإعاقة، كما يدعو إلى دمج هؤلاء في الحياة السِّياسية، والاقتصادية، والثّقافية للمجتمعات.

وبمقتضى  لموقع الأمم المتحدة فإنّ اليوم العالمي لذوي الإعاقة في العام الجاري يركز على

” تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة؛ من أجل التّنمية الشّاملة المنصفة، والمستدامة كما هو متوقع في خطة التنمية المستدامة لعام   2030م”.

وتشير تقييمات منظمة الصِّحة العالمية إلى معاناة أكثر من مليار شخص أي؛ نحو 15  بالمئة من سكان العالم  بِشكلٍ أو آخر من أشكال الإعاقة.

المعاق: هو إنسانٌ مُبتلى بما أُعيقه عن بلوغ ما استحوذ عليه الأصحاء؛ فالإعاقة ليست إعاقةُ الجسدَ أو الحواس، وإنّما  إعاقةُ الرُّوح، والإرادة.

العزيمة -بدون أي مبالغة- هي الشيء الوحيد الذي قد يعوّض أيَّ شخصٍ ما فقدهُ مِن أطراف أو حواس، والسُّلَم الوحيد لتمكينه؛  من أجل  حياة طبيعية أولاً، ثم حياة مملوءة بالإنجازات، والإنتاج الذي قد يعجز عنه الأصحاء طيلة عُمرِهم.

وفي الآونة الأخيرة زاد أعداد الأشخاص ذوي الإعاقة؛ لأسباب كثيرة، من بينها الحروب في المنطقة حيث ظهرت صور جديدة من الإعاقات، مثل: مرض التَّوحد، والإعاقات الذِّهنية،السمعية، البصرية؛ نتيجةً لِعوامل وراثية من أحد الوالدين، أو لأِخطاءٍ طبية، وحوادث معينة.

يبدو واقع المعاقين في المنطقة العربية متدهوراً حيث تواجه  الفئة إهمالاً في المشاركة الطبيعية داخل مجتمعاتها، وصعوبات جمة لاسيما في التّعليم، والتّوظيف، وتوفير الرِّعاية الصِّحية اللازمة؛ إذ يُعَدون -غالباً- فئة مهمشة غير مرغوب فيها؛ بسبب الأفكار النّمطية التي لا تتغير، ثم  عدم وجود منظومة من القوانين التي تحمي حقوقهم في الشارع، والمؤسسات، والعمل، وأماكن أخرى.

وفقاً للمقارنة مع الغرب، فإن الأشخاص ذوي الإعاقة يعيشون  طبيعياً في الدُّول المتقدمة التي تنظر إلى الإعاقة على أنها تعطل وظيفة من وظائف الجسم، لكن لا تمنع صاحبها من ممارسة حياته الطَّبيعية، وتقديم الخدمات في المجتمع.

نصيحة “ستيفن هوكينغ”؛ عالِم الفيزياء البريطاني الرَّاحل لذوي الاحتياجات الخاصة -حتماً- لم تكن لها تنظيراً أدبياً، باعتبار أنه رغم إعاقته المؤلمة التي حرمته من الحركة، والحديث، والتّواصل مع الآخرين، فإنها  -بالمقابل- لم تُحرمه من أن يصبح واحدٌ من علماء الفيزياء المهمين، وأكثرهم عبقـرية في آونة  العقود .

“نصيحتي للآخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة هي: ركزوا على الأشياء التي لا تُعيق إصابتكم عن فعلها جيداً، ولا تشعروا بألم التّخلي عن الأشياء التي تُمنعكم الإعاقة عن فعلها.

لا تجعلوا إعاقتكم تمتد إلى أرواحكم كما وصلت إلى أجسادكم”.

مجلة النجوم – سيدني 

رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=15643