#مجلة_النجوم_سيدني

بقلم:  علا بياض – رئيسة تحرير مجلة النجوم ..

اعتزال الأذى من الأمور التي تعود على المرء بالنّفع،  واجتناب الأذى من حقوق المرء على نفسه؛ فالأذى يضعف الإنسان، ويقلِّل رغبته في الحياة، إنَّها كلماتٌ بسيطةٌ إلا أنّ أثرها عظيم، ومنهجٌ متكاملٌ عن حياة الإنسان.

أعتقد أنّ كلَّ شخصٍ منا يستحقُ أن يحظى ببعض من السّلام النفسي، والاستمتاع بالعلاقات، وأداء رسالتنا في الحياة بشغفٍ، من دون استنزاف مشاعرنا، وابتزاز عواطفنا، و من دون الشعور  بأنّ شخص سيؤذينا نفسياً،  وفقدان الثّقة بذاتنا، و بأنفسنا من خلال ما يحدث لنا على مدار اليوم من مواقف.

نصفُ صديق، نصفُ حبٍّ، نصف اهتمام، نصف شغف، نصف بصيرة حتى تطول القائمة.. اعتزل! هؤلاء عالقون على أطرافك كلّهم، بين السّقوط منك، والتّسلق عليك كاللّدغة، أنت متربصٌ في المُنتصف- ولم يكُن يوماً منتصف الأشياء مركزها- حين تتقدّم خطوةً عن المنتصف فأنت على شفا خيطٍ رفيعٍ من الإدراك المجرّد من الضّبابية المُنكشف على الحقيقة، هناك  ستُدرك تماماً أنك وقعتَ بين حشدٍ ما مُغترب.

ابتعد عن كل ما يؤذيك- عن كل ما يتعب روحك، ويرهقها فلن تستطيع إرضاء أحد أبداً، ولن يرضى عنك أحد مهما حاولت، يكفي أنك عن نفسك راضٍ.

اعتزل ما يؤذيك حتى لو  اعتقدتَ أنّ بعض القرارات فيها خسارة لك،  ربّما تكون الرابح في النهاية، وتقطف ثمار النصر حتى لا يأتي يوم، وتتحسر على ما فاتك.

لا تُحَمِل نفسكَ شيئاً تكرهه، لا تجامل على حساب طاقتك، ولا تتنازل عن كرامتك، وسلامك الدّاخلي لا تيأس وابحث عن مخرج لما أنت فيه حتى لو سيحدث بعد  مدةٍ طويلةٍ، لا يهم مادام سينتهي، وستبدأ حياة أفضل، هيئ نفسك لتلك المرحلة، واستعد لها.
ليس هناك إنسانٌ كاملٌ مُكتملٌ على ظهر الأرض، ولا إنسان خالي من الضّغوط النّفسية…الخ.

دعونا نبدأ من أول السّطر – دعونا نُكمِل أو اجتنبوا الماضي؛ لننعم بالحياة، ونعيش بإيجابية، ونتنفس الحياة، ونسقي بذورها بماء الفرح فنَسعد، ونُسعِد مَنْ حولنا فالحياة مؤقتة –قصيرة، ومن حقنا الاستمتاع بها.

رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=13919