مجلة النجوم – سيدني.

المواقف هي التي تمنحنا الكثير من الحكمة والمعرفة والعلاقات المتوازنة والفهم العميق والحقيقي للأشخاص ،المواقف التي تأتي إلينا في شكل دروس هي التي تجعلنا ننمو ونتعلم ونتطور كأفراد .القيم الإنسانية ليست مفاهيم نظرية وكلمات عابرة فقط، ولكنها مواقف حياتية تُثبتها الأفعال ،فالمواقف تُريك الحقيقة كما هي بلا تنميق وتزييف، وتبين لك الأشياء بشكل واضح؛ فموقف واحد قد يغنيك عن آلاف الكلمات.

المواقف هي المحك الحقيقي الذي يرفع ويخفض آخرين، كما أنها فاضحة تكشف لك معدن الإنسان وما في باطنه رغما عن أنفه، بمعنى أنها هي من ترد المرء إلى حقيقته، فيُكتشف خداعه ومكره، لأنه يبقى مجرد ظاهرة صوتية مواقفه لا تسمن ولا تغني من جوع، وهو فقط يُعطش غيره لما هو باطل مليء بالزيف والخداع.

المواقف هي التي تجعلك تعيد النظر في كثير من علاقاتك الإنسانية والاجتماعية والعاطفية، لهذا فالمواقف الحياتية تستحق لقب الأستاذية لأنها تعلمك كثيرا من دروس الحياة، إذ لا بد من أن تنتصر المبادئ النبيلة والقيم الإنسانية في مواجهتها للمصالح الشخصية والأغراض المادية.

في الحياة أحداث أخرى تتراقص حولها العبر فأوجع الطعنات هي التي تأتيك ممن أعلنوا حبهم وإخلاصهم وأمانتهم وعدلهم بالكلام وخانوا كل ذلك بالأفعال،  فصاحب المعدن الأصيل نفسه عزيزة لا يرضى أن يضع ذاته في موقف يتصرف فيه بالخبث والمكر، ولأنه أيضا لا يحمل أقنعة مزيفة بل مواقفه مرآة حقيقية لما يحمله باطنه.

رابط مختصر:  https://anoujoum.com.au/?p=21906