مجلة النجوم سيدني
مقابلة خاصة مع الإعلامية القديرة نجاح كرباج
<<ملكة الكلام>>
تحاورها:علا بياض- رئيسة تحرير مجلة النجوم
قامةٌ إعلاميةٌ بدأتْ المسيرة بِالشّغف ثم أكملت معادلة النجاح بِالجدية، والإرادة.هي أميرة الثّقافة، تعد من الشخصيات الإعلامية البارزة في أستراليا؛ إعلاميةٌ موهوبةٌ، ومتمكنة لديها مخزون واسع من المعرفة، والثقافة؛ جعلها نجمةً إعلاميةً.
تمتلك إطلالة متميزة من خلال ملامحها اللطيفة، صوتها العذب الذي تسلل إلى قلوب المستمعين؛ بل يحفظونه، ويعرفونه بِمجرد سماعه، فقد تركت بصمةً في قلوب الناس؛ ما جعلها تفوز بلقب “ملكة الكلام”.
تميزت بِحلو الظل، وسرعة البديهة؛ فشخصيتها لاتعلم بالكلل أوالملل،صنعت فرصتها بنفسها ثم انطلقت بكل استطاعة وقوة، طموحها اللامحدود الذي ينبعث منه الثقة، والإصرار جعلها تتعدى العقبات، وتتجاوز الصعوبات بِابتسامتها المعهودة، حيث كانت ومازالت نموذجاً يُحتذى به في المهنية، والاحترام.
عملت على تقديم إعلام ثقافي هادف؛ لتطوير وتنمية فكر المجتمع، وتوجيهه؛ فهي صاحبة أشهر البرامج الإذاعية في سيدني حيث قدمت برامج عديدة، واستطاعت أن تضع لمساتها التي تؤكد خبرتها، وموهبتها، وحبها لعملها؛ فقد سعت إلى أن تترك بصمة في أي برنامج تشارك به. شغلت مناصب عديدة في أستراليا، ودرست علوم البرمجة اللغوية العصبية NLP وهذا يعد إنجازاً، وخطوة مرموقة توجت في سجل تاريخها الممتد الموصوف بالمهنية حيث اكتسبت-بفضله- احترام الجميع.
نجاح كرباج – السيرة الذاتية:
ولدتُ في بلدة الباروك- قضاء الشوف؛ بلدة الشاعر: رشيد نخلة فهو مؤلف النشيد الوطني اللبناني، وقد اشتُهرت بِقدَم أرزها، وينابيعها الصافي .تلقيتُ دراستي الابتدائية، والتكميلية في مدرسة راهبات القلبين الأقدسين في عين زحلتا، ثم انتقلتُ إلى ثانوية بعقلين الرسمية؛ لأكمل المرحلة الثانوية.التحقتُ بِدار المعلمين العليا،وأكملتُ- بالسنة ذاتها- دراسة السنة الأولى اختصاص مادة الفلسفة في الجامعة اللبنانية .
وصلتُ إلى أستراليا محملة بآمال، وأحلام كبرى، إلا أنّ عامل اللغة شكل عائقاً أمام انخراطي داخل المجتمع الأسترالي؛ ما زاد صعوبة الهجرة، والتأقلم في بداية مشواري الممتد. تحديتُ الصِّعاب، وزاد إصراري إصراراً، فتابعت دراستي الجامعية؛ لأحصل على إجازة في الفنون -قسم الترجمة – جامعة غرب سيدني.
كيف بدأتِ مسيرتك الإعلامية؟
بدأتُ مشواري في العمل الإذاعي من راديو (SBS )حيث عملتُ لمدةٍ قصيرة، مع العلم أنني كنت مبتدئة، قدمتُ برامج قيمة استحوذتْ على إعجاب المستمعين، اعتمدتُ فيها على موهبتي، وصوتي، وحبي للعمل الإذاعي، وقدرتي على العطاء، والإبداع.
انطلقت في مسيرتي الإعلامية رسمياً من راديو 2000FM من خلال البرنامج العربي الذي أطل على الجالية العربية ببرامج قوية، وأغانٍ جديدة، وقديمة منوعة، وآخر الأخبار المحلية، والعالمية عام١٩٩٣م. كنت من مؤسسي الإذاعة، والسباقة في نشر الخبر. وحرصتُ دائماً على تقديم الأفضل إلى المستمع العربي.
انفصلتُ بعدها عن البرنامج العربي، وأسست برامج من الإذاعة نفسها أسميتها صوت الشعب؛ نظراً لحب الناس لي، وحبي لهم.
لم يكن لهذه البرامج أي وجهة سياسية إنما كانت برامج تثقيفية، وترفيهية، ومسلية تعتني بالقوانين، والشؤون الأسترالية.
توقف بث برامج صوت الشعب مع إقفال FM 2000وإعلان إفلاسها آنذاك، إلا أنني تابعت العمل الإذاعي من إذاعات أخرى .
عام ٢٠٠١م، أسستُ مع مجموعة من رجال الأعمال إذاعةً خاصةً تعمل بجهاز خاص، وتسلمت إدارة برامجها حتى عام ٢٠٠٦م.
غطى البث من الإذاعة الولايات الأسترالية كلها، وانتشرت عالمياً؛ بسبب الإرسال بوساطة الانترنت، كذلك كنت أثناءها مراسلة لراديو دبي. FM.
فالاهتمام كان موجهاً على ما يجري من أحداث على الساحة الأسترالية؛ لأن أستراليا كانت قد بدأت تنشط على المستوى العالمي آنذاك .
إن الخامة الصوتية التي امتلكتها، وقوة الأداء بتقديم الأخبار شكلا عاملين مهمين في تصدري لائحة الإعلاميين المتميزين، وتلقيتُ استحسان، ومحبة المستمعين، فلُقبت بصاحبة (الحنجرة الذهبية) و(معبودة الجماهير).
العمل في خدمة الزبائن:
انتقلت إلى العمل في دائرة الخدمات الإنسانية ( السنترلينك، والمديكير) ىوصفي موظفة التعددية الحضارية .بدأتُ بتقديم خدماتي من منطقة Penrith وضواحيها، كنتُ مسؤولة عن سبع مناطق أخرى غرب سيدني.
عملي يهدف- آنذاك- إلى نشر المعلومات، والخدمات التي تُقدمها الحكومة إلى الزبائن( السنترلينك والمديكير) من خلفيات إثنية، والحقوق، والواجبات المترتبة على متلقيها. كما تطلب مني العمل مع الجمعيات التي تعمل مع المهاجرين، واللاجئين بالإضافة إلى تقديم المحاضرات الأسبوعية للقادمين الجدد من اللاجئين؛ لنشر الوعي بينهم، ولضمان استقرارهم جيداً، وتعريفهم على القوانين، والدفعات، وحقوقهم المستحقة لهم.
عام 2008م أثناء إحدى المحاضرات التقيت باللاجئين السودانيين، وأجريت مقابلات مع عدد كثير منهم حيث أبدوا رغبتهم بالعمل في مجال الزراعة. قررتُ البدء بمشروعٍ؛ لمساعدتهم من أجل الانخراط في العمل ثم بدأت بالبحث عن الموارد المالية، والمهنية؛ لمعرفة ما إذا كان بالإمكان تدريب الناس على الزراعة في أستراليا. لاقت الفكرة ترحيباً واسعاً من المسؤولين في TAFEفهي مهنية تمولها الحكومة، والمسؤولين في السنترلينك.
دعوتُ ٢٢ جمعية بما فيها جمعية المزارعين، وTAFE ومراكز موارد المهاجرين بالإضافة إلى وكالات العمل؛ للانضمام إلى فريق العمل من أجل دعم المشروع. انطلق المشروع وبدأ الطلاب بالدراسة حيث اقتصرت مدة الدورة ثلاثة أشهر ثم انتهت بالتدريب العملي في المزارع. بدأ المزارعون يرحبون بتوظيف اللاجئين،قدمت TAFE أموالاً إضافية لدورةٍ جديدة، وانتسب عدد لا بأس به من اللاجئين الذين وصلوا أستراليا منBurma و Bhutan للمشاركة في الدورة.
وصلت أخبار نجاح المشروع إلى رجل أعمال أسترالي الذي أبدى إعجابه حيث عرض على فريق العمل أرضاً واسعة صالحة للزراعة؛ لاستعمالها دون مقابل. بدأت الدراسة النظرية من صفين أسسه مجموعة من العمال في TAFE صباحاً، والتدريب العملي بعد الظهر لمدة ١٤ أسبوع قبل انتهاء الدورة، فبدأت الاتصال بالمزارعين؛ لتشغيل اللاجئين. تم تشغيل كل المنتسبين باستثناء رجل كبير في السن؛ ونظراً لنجاح المشروع فقد تم تفعيله في مناطق عديدة ضمن سيدني واستمر لمدة ثلاث سنوات. كان المشروع من انجح المشاريع التي أقيمت لتوظيف اللاجئين،حيث تلقيت جوائز عديدة من الدائرة منها: جائزة بناء القدرات، والاتصالات ، وجائزة الموظفة المفضلة للعام.
انتقلت إلى منطقة Fairfield عام 2011م حيث يقطن كثير من ابناء الجالية العربية. التقيت هناك بمجموعة من اللاجئين العراقيين، واستمعت إلى معاناتهم، وشقائهم، وتهجيرهم، وتأثرت جداً بهم، وقدمت لهم المساعدة المحدودة بناء على سياسة الحكومة.
العلاج الإيحائي:
بدأت تستهويني قراءة كتب الماورائيات، والروحانيات حيث كنت أمضي ساعات الصباح في عطلة نهاية الأسبوع أقرأ الكتب التي زادتني غنى ثقافي، وفكري، وروحي. اكتشفت أن العلماء الغرب تقدموا جداً بِبحثهم في علم الباطن تحديداً في الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا.
عام 2008 م انتسبت إلى معهد؛ لتعلم العلاج بالطاقة الحيوية (الصينية واليابانية) وكما نعلم أن كل ما في الكون يعتمد على الطاقة، والترددات، والذبذبات، تعلمتُ تقنيات كثيرة إلى أن طورت قدراتي في المجال نفسه.
انتسبت إلى معهد اليوغا، وتعلمت تقنيات جديدة فيزيائية، وكيفية التأمل، والتنفس الصحيح. فكل إنسان يحتوي على قدرات هائلة يجب تطويرها، وتوجيهها؛ لخدمة صحتنا. التأمل وأخذ النفس العميق مثلاً يساعدان على التركيز، والاسترخاء؛ فهما يخفضان موجات الدماغ من (بيتا) إلى (ألفا) وصولاً إلى الانخطاف اللاإرادي؛ما يساعد على رفع الطاقة، وتحسين المزاج.
قبل اعتزالي العمل في دائرة الخدمات الإنسانية، عام 2017م حضرت دورة تدريبية في سيدني في مجال (الاسترجاع إلى الحيوات السابقة) التي أجريت من قبل الاختصاصي الأمريكي الشهير الدكتور: (Brian Weiss ) الذي كان مدير لمستشفى ميامي في الولايات المتحدة الاميركية. الدكتور (Weiss) عالج الآلاف من الأمراض المستعصية عن طريق الاسترجاع إلى الحيوات السابقة، وألف كتب عديدة التي تؤكد صحة العلاج.
بعد كل التدريبات اعتزلت العمل في دائرة الخدمات الإنسانية، وقررت العودة إلى الدراسة؛ لأتعلم كيفية العلاج الإيحائي بعد أن قرأت الكثير عنه أيضاً. ففي عملي اختبرت معاناة الناس من الاضطراب النفسي، والخوف، والقلق، والتوتر العصبي إلى تعاطي المخدرات، والإدمان على الكحول، والقمار وغيرها… رغبتُ في مساعدة الناس عن طريق العلاج، درست العلاج الإيحائي الذي سمي قديماً بالتنويم المغناطيسي، وتدربت لمدةٍ طويلةٍ قبل البدء بمعالجة الناس.
بدأتُ العمل من منطقة (فيرفيلد) ثم انتقلت إلى منطقة (هاريس بارك) ثم باراماتا.عالجت كثير من الأشخاص الذين يعانون من الخوف، والكآبة، والقلق، والتوتر، والتعب المزمن كذلك المدمنين على القمار، والكحول، والمخدرات، والمدخنين وغيرهم. أيقنتُ أنّ الخوف هو سبب لكل مرض، وهو العائق الأكبر للتقدم.
الخوف ما هو إلاّ طاقة سلبية تُزرع على يد صاحبها في عقله، وتكبر في قلبه؛ ولأن القلب تحركه المشاعر تزداد الطاقة السلبية، وتؤثر على الصحة.
اجتاحت كورونا العالم، وقد تأثر عملي كمعظم المصال، بدأت العمل أون لاين كان معظم الزبائن من الأستراليين، وأمريكا اللاتينية من سيدني، وادلايد، وملبورن، و لبنان،والعراق. لم أحبذ العمل عن بُعد إنما للظروف أحكامها.أستطيع القول بأن العلاج الإيحائي هو من أقوى العلاجات المهمة على الإطلاق؛ فهو يشبه إلى حدٍ ما العلاج النفسي إلا أنه يعالج المشكلة من جذورها في العقل الباطن، ويحدث تغيير إيجابي في سلوك المريض فيتوجب على المعالج أن يكون لديه المعرفة، والثقافة الواسعة عن العادات، والأمراض، والتقنيات التي تمكنه من ممارسة العمل بِثقة، واحترافية.
ما هي نصيحتك؟
نصيحتي أن نتعامل بصدق مع أنفسنا أولاً؛ لكي نكون صادقين مع الآخرين. حياة الناس ليست لعبة بأيدينا.
لماذا أقول الصدق؟ لأن الإنسان الصادق لا شيء يزعزعه فيمتاز بالصدق في تفكيره، ومشاعره،وأفعاله. ونصيحتي أيضاً الابتعاد عن كل ما هو سلبي حتى الأشخاص السلبيين في حياتنا. يمكن استبدال الطاقة السلبية بالطاقة الإيجابية عن طريق المحبة. فالمحبة تحيي فينا شعور السلام الداخلي وتحررنا من كل القيود، ولن انسى الصحة النفسية فهي مهمةٌ جداً مثل الصحة البدنية والعقلية/ لا تهملوها. /
أخيراً أتوجه بشكري العميق لكِ (علا) وللقيمين على المجلة، وتمنياتي لكِ المزيد من العطاء، والتألق، ولمجلة النجوم النجاح، والازدهار.
رابط مختصر –https://anoujoum.com.au/?p=14692