مجلة النجوم – سيدني.

بقلم: نعيم شقير

قالت لا تبخل علي بكلماتك ..
فهي تحيي احاسيسي التي دفنتها ومشيت في جنازتها وجفت دموعي على فراقها ..
كلماتك تعيد لي ثقتي بنفسي ..
تحملني على بساط الريح وتحلق بي في سماء الحب الذي فقدته واضعته ولم اعثر عليه في جعبة البصارة ولا في صندوق الساحر ولا في خبايا المشعوذين ..
تنتشلني من قاع الواقع المظلم الى قمة الحلم المنير وتتركني هناك اتذوق حلاوة الشعر وطيب القصيدة ونبيذ الكلام ..
هل اطلب الكثير؟
يليق لك الكلام يا سيدة الكلام ..
الكلام الجميل وجد لك وخيط من اجلك ..
ما انا سوى صياد يقطف من بستان الكلام احلى عصافير الحروف ..
يصعد الجبال وينزل الوديان ويقطع الأنهار والجداول ويصطاد الحروف الطازجة ..
يقطفها من حقول الياسمين ويضعها في جعبته .. ويعود بعد رحلة شاقة ينفض عنها غبار الطلع ويمسح قطرات الندى لتصير على مقاسك ..
ويبدا بإعادة صياغتها من جديد ..
حرف من هنا .. همزة من هناك ..
ضمة من هنا .. فتحة من هناك ..
فإذا بالكلمة تصبح مغناة ..
واذا بها فراشة تطير لتوقظك من سبات عميق ..
تقول لك صباح الخير ..
وتنفض عنها مشقة الرحلة ..
وتستريح عند جفونك ..
وتحوم حول رموشك ..
وتحط على مدرج جميل تشتهي كل الطيور ان تستريح فوقه ..
هذه الكلمات التي صارت فراشات ..
هي لك يا فراشتي البيضاء ..
تحمل لك تحية الصباح بعناق الألوان ..
احجبيها عن الضوء حتى لا تحترق ..
فهي مثل صيادها تخشى الضوء وتعشق العتمة وتشتهي بياضك الذي يشبه الصبح ..
وتغني لك الحب الذي ضاع بلغة لا تحتاج الى معاجم ولا قواميس ..
لغة لا يفهمها سواك ولا يجيد صياغتها سواي ..
صباح الخير يا حبيبتي ..
صح النوم يا عروستي البيضاء ..

رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=20744