هيثم زياد، أسم صعب في معادلة المواهب الموسيقية، فحين يدخل مجالاً يكون السبّاق في طرح الأفكار المميزة، فعلى الصعيد الموسيقي يعتبر من ملحني الصف الأول من خلال ما قدمه من أعمال غنائية لنجوم غناء العالم العربي، مثل “دوارة الأيام” كلمات يوسف سليمان وغناء الفنان جورج وسوف والتي كانت أغنية شارة مسلسل “ما ملكت أيمانكم”.
ويعتبر هثيم زياد رقماً صعباً في الساحة الفنية، إذ تصنّف ألحانه بالسهل الممتنع، لما فيها من إنسيابية في الدرج الموسيقي، وسهولة في النغمة ووقع قوي على الروح، فمن يسمعها يحفظها ويتناغم معها. وأغنيات تبقى في الذاكرة ومنها ما هو شارات المسلسلات التي باتت كأناشيد يرددها الناس مثل: “أهل الراية” لملحم زين ، و”دوارة الأيام” لجورج وسوف. بالإضافة الى أغنيات ضاربة مهما مرت سنوات تبقى في بورصة التنافس مثل”رجب” لهيفاء وهبي والتي لم يتخطَ فيها مساحة صوتها، وأغنية “كيفك إنت انشالله مليح” لميريام فارس، و”أغلى الحبايب” لنوال الزغبي و”أصل البنات شربات” لميا دياب، و”عن إذنك يا معلم” لرولا سعد ، “يا بتاع الغرام” و”نوسو بابا” التي مررها تامر حسني في فيلمه.
بالإضافة أيضاً الى عشر أغنيات ضمن مسلسل “مدرسة الحب” وأعمال جديدة يجهزها لكل من ملحم زين ووليد توفيق وأيمن زبيب.
حرب النجوم… مستمر لا يتوقف
لم يكتفِ زياد بمجاله، فنظر الى الشاشة الصغيرة نظرة ناقد متابع للكثير من البرامج الموسيقية، والتي لم تشبع بمعظمها ذائقة المشاهد، خصوصاً أنها لا تقدم معلومة ثقافية مباشرة.. من حرصه على الفن وتصحيح الكثير من المفاهيم الموسيقية الثقافية وإيصالها الى المشاهد بصورة جمالية سلسة وسهلة في زمن زادت فيه المعارك الفنية بأسلوب يمكن و صف بعضه بأنه خاطىء، على الرغم من محاولات البعض الحفاظ على المستوى الفني.
على وقع طبول المعارك الفنية قدم هيثم زيّاد فكرة “حرب النجوم” ليترجمها بشكل جدي وسهل ضمن حلبة صراعية غنائية لم يأتِ أحد على طرح مضمون مشابه، حيث يتبارز ضيفين مع مساعد “كوتش” يقدمان الأغنيات بأسلوب شيّق، تمكن من خلاله جذب أعلى نسبة مشاهدة على الإطلاق، ليس على صعيد المشاهد اللبناني فحسب بل على صعيد المشاهد العربي في العالم العربي وأوروبا أيضاً. وتمكن برنامجه “حرب النجوم” الذي يبث على شاشة تلفزيون الجديد من الإستثار باعلى ريتنغ وصل الى ذروته، متحدياً برامج تبث في منتصف الأسبوع وفي نفس التوقيت.
واعتبرت الحلقة التي استضاف فيها هيثم أطفال “ذا فويس كيدز” حصدت أعلى نسبة مشاهدة سواء على اليوتيوب أو على صفحة البرنامج، لما فيها من تحدٍ مباشر عن أن التربية الثقافية الموسيقية للأطفال يمكن أن تبدأ من الصغر مهما تغير العصر وتطورت الموسيقى.
ويحرص هيثم زياد وفريق العمل على جمع ضيوف من الفنانين بمختلف ثقافاتهم وأساليبهم الغنائية، ليخوضوا حروباً غنائية بشكل شيق يبرز قدراتهم الصوتية، وثقافتهم الغنائية الموسيقية، حيث يعتمد هيثم على مسك زمام الأمور.
ولا يتوقف “حرب النجوم” بأهدافه إبراز الثقافة الفنية بل أيضاً يهدف الى العمل الخيري من خلال دعم الرابح في المباراة لجمعيات خيرية، فكلما زاد المبلغ كلما أستفادت المؤسسات التي يختارها المشترك وفريقه.
ويعد هيثم زياد متابعيه على أن الموسم الثالث من “حرب النجوم” سيتضمن متغيرات إيجابية، تضيف على ما قدمه في الموسمين الأول والثاني. معلناً “الآتي أعظم” دون أن يوضح ما هو الآتي. بانتظار الموسم المقبل بعد شهر رمضان المبارك.