النجوم  – خاص

كلود ناصيف حرب

برعاية مشروع الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغترابية” للأدب الراقي، وجمعية كفرحلدا الخيرية، أقامت الأديبة والإعلاميّة حرب أمسية أدبية حاشدة – عرس الكلمة 3، في صالة جمعية كفرحلدا الخيرية – لاكمبا.

كانت الأمسية بعنوان “عطر الياسمين”، وأصدرت فيها الأديبة حرب كتاب كلود الخامس “نغمات على قيثارة الحنين” الذي نشر برعاية مشروع “أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي…

بدأ الحفل بصوت المطرب مالك الرفاعي، رافقه عزفاً على الأورغ نجله غازي، ثم العازف ابراهيم ساروفيم. وقدم الأستاذ أحمد سليم من المجلس الأسترالي اللبناني الأديب د. جميل الدويهي كمقدم لفعاليات الأمسية، بعد أن أعطى نبذة عن الأديبة كلود ومسيرتها الإعلامية والأدبية.

وبعد كلمة ترحيب بالحضور من رجال دين ومسؤولي أحزاب، ورؤساء جمعيات ومؤسسات، وأهل القلم والإعلام والمجتمع، قدم الدويهي الأب أفرام عباسي، الذي مثّل سيادة المتروبوليت باسيليوس قدسية، راعي طائفة الروم الأنطاكيين الأرثوذكس، في كلمة عن المحبة والعائلة، ثم كانت القراءة الأولى من أعمال الأديبة كلود ناصيف حرب بصوت السيدة سو بدر الدين. ثم قدمت الأخت لينا نجيم صلاتين، واحدة منهما من كتاب “عيناك مرفأ لحنيني” للأديبة كلود ناصيف حرب، ثم كانت قراءة من أعمال الأديبة كلود بصوت السيدة جمانة منزلجي الجمل.

وقدمت الأخت إلهام جعجع صلاة من كتاب “نغمات على قيثارة الحنين”، تلتها المرنمة جاكلين حداد بترتيلة، ثم ألقى رئيس جمعية كفرحلدا الخيرية الياس طنوس كلمة شبّه كلود فيها بكوكو شانيل.

ثم كرت سبحة القراءات من أعمال الأديبة كلود بأصوات السيدات جميلة الفخري، دلال لويس، سمر الحاج، ندى فريد، فرح عصافيري، ومريم رعيدي الدويهي. قبل أن يقدم الأديب الدويهي الأديبة كلود لتقرأ بعضاً من نصوصها، فقال:

“بتخيّل كلود بنت زغيره، راجعه من المدرسه، وعم بترَندح قصيده تعلمتها من كتاب – متل ما بيقولو الرحابنه – وهالبنت كانت تمشط شعرها بمشط النجوم، وإسوارتها من عقيق البحور البعيده. وكبرت الصبيه وصار الحلم قصيده، وقنديل أزرق معلق فوق درج البيت، مطرح ما كان جورج ناصيف يمرق، ويتطّمّن إذا عروس الحكاية لقيت عريس وعطر جديد، لأنو الإيام عم تهرب من إيدين الناس، والعمر ما بينطر، وما بتنطر المواعيد… وجاندارك قديسة البيت، صلت بالليل والنهار، وضوّت شمعه تا تبقى الضحكه عا شفاف الحلوه، وما حدا يسرقها، لأنّو الحراميه كتار، واللي ما بيحبّو الفرح كتار، لأنو حياتهن عتمه، وقلوبهن متل جناح الليل… ويوم ورا يوم، زرعت كلود الفلاحه الزغيره كرم العناقيد، وكانت “كلمات من أعماق الحبّ” موعد مع النور والبحيره الهاديه، اللي فوقها القمر عم يرسم ضحكه، وبالوما عم يحكي. وكان مرفأ الحنين متل المحطّة بالمسرحيه، وفي ناس قالو: ما في محطه، والأرض صحرا ما فيها عشب أخضر، وهودي الزياح اللي عالأرض تركوهن ولاد كانو عم يلعبو. لكن لا. الأرض هيّي الكنز، والعشب الأخضر هوي لون كتاب، ومراية عروس، والزْيَاح هني سطور وكلمات عم تصرخ من أعماق الحنين، ومن قلب سيدة الحنين… تا يصير الحبر عطر ياسمين.

وما خلصت الخبريّة بعد، لأنو اللي بيوقع من الخوف ما بيعرف أسرار الخيل، وما بيعرف كيف السيف بيضْوي متل الشمس، واللي بيرجف من هدير العاصفه بيكون قلبو رماد وفكرو مدينة سواد. من هيك “نغمات على قيثارة الحنين” رح تضل تعزف طول الليالي، ورح نضل نسهر مع النغمات، طالما في بالروح غنيّة، وطالما بتلبس الغابات طرحه مخمليه… ويا كلود نحنا بأفكار اغترابيه كتار اللي بيحبونا، وعنّا مدن خلف البحر، والناس بيعرفونا، وأحياناً منخسر، لاكن ألله بيعوضنا عن كل شي… ومش عجيبه كل يوم نقول: رح نكمّل مشوار الإبداع، والله معنا، وإذا خلص المشوار بتكون الحياة، والإراده، والفكر، والإبداع ما لهن معنا… والله معنا”.

وجرى في المناسبة الاحتفال وقطع الكايك بمناسبة أعياد ميلاد الياس طنوس، نورما الرفاعي، والأديب جميل الدويهي. وقدم سايمون وكلود حرب هدايا للأصدقاء الذين ساهموا في إنجاح الأمسية.

وختمت المناسبة بكوكتيل مميّز وتوقيع الكتاب.

نص من أعمال الأديبة كلود ناصيف حرب – من مجموعة “عيناك مرفأ لحنيني”:

أنا هي سيّدة الحنين…

سيّدة الفرح لقلوب تعيسة …

حروفي للذين يعشقون غروب الشمس

ويطيرون على همسات النغم…

حروفي لمن يجعلون من البحر

مؤنساً لوحدتهم…

ويلقون في الأمواج

بأحمالهم الثقيلة…

حروفي لمَن يزرعون في جزيرة بعيدة

آمالاً لغربتهم وتعاستهم…

حروفي لمَن يعشقون الموسيقى الدافئة

ويسكبون في فنجان قهوتهم

كلمة محبّة…

وقطرة إيمان…

وأنت وحدك جمّلت سطوري…

عندما رأيتك بين الكلمات

صوتاً

ونظرة بعيدة كالأحلام…

وكلّ ما أكتبه لك

هو شيء قليل من حنيني إليك.

شهادات في الأديبة كلود ناصيف حرب:

د. جميل الدويهي: “شخصيّة نادرة، تعشق وتحنّ من بعيد، ليصبح الحبّ في درجة الألم… وتريد في لحظة غضب من نفسها أن تعيش بلا قلب لكي تنجو من العذاب والحنين المتمادي”.

د. عصام الحوراني – بيروت: “ما أبهاكِ يا شاعرتنا وأنتِ قد غمستِ ريشة قلمكِ في قمقم عطرٍ، من عند عبْقر! ولقد قدّمتِ نفثاتِ شعركِ عطرًا، فأعطيتِ من كلماتك نضحًا طيِّب الأعراف، وجاءت معانيك مخضَّبة بألوان الفجر الليلكي، وحمرة الشفق”.

الناقد الجزائريّ ابراهيم مشارة: “امرأة تحتفظ في أعماقها بكبرياء شهرزاد، وتتطامن أنوثتها كميسم الزهرة، لتنفحنا بأريجها عبر قصائدها التي تحتفي فيها بحبّها”.

الأديب سليمان يوسف ابراهيم لبنان: “كلود ناصيف حرب، امرأةٌ تكتبُ بدمِ القلب ولُهاث الرّوح، فتتضوّعُ كلماتُها بعبيرِ أدبٍ صادق النّبض، منغمسٍ برومنسيّةٍ رقيقةٍ شقيقةٍ، يعلو منسوب موجها ليغمر قلوب ونفوس قرّائها، بغَمرٍ من دمعٍ حُلو المذاق كدمع العذراء يوم بَكت وحيدَها”.

الشاعر حاتم جوعية – فلسطين: تستعملُ الشاعرةُ أسلوبَ السهل المتنع أحياناً، وتبدو المعاني والصور الشعرية كأنّها عاديَّة ومألوفة، ولكنه من الصَّعب على كلِّ شاعر أن يأتي بمثلها ويرقى إلى مستواها الفني المُمَيَّز”.

الناقد شاكر فريد حسن – فلسطين: “تكتب بمداد العاطفة والأحاسيس النبيلة الفياضة والمشاعر الملتهبة المتدفقة، بعيدًا عن التصنع والابتذال والركاكة والسطحية، وتتمتع بموهبة الكتابة التي تنطوي على مشاعر رهيفة عفوية، ولغة أدبية رفيعة راقية، ريشتها الشعرية مغموسة بالعشق والحب والحنان وبهمهمات محبوسة في الصدر، وفي صوتها نغمة حزينة تنقر أوتار القلب، خفيفة اللفظ، لطيفة الوقع، ملفوفة بكتلة من الشعور الرقيق الناعم.”