2

نوال القصار

في عام 2002 كانت الأردنية رمز الطوال ما زالت على مقاعد الدراسة الجامعية تدرس الهندسة في عمان. شاءت الصدف أن تكون هذه الطالبة المتميزة على كافة الأصعدة مدعوة إلى حفل تحضره بذات الوقت لانا بشارات، صاحبة وكالة لعروض الأزياء ومنظمة العديد من عروض الأزياء المحلية والعربية، وعلى الفور استرعت انتباهها وعرضت عليها العمل معها أثناء الدراسة.
تقول رمز عن ذلك: «أعجبتني الفكرة وأستغرق الأمر بعض الوقت لإقناع والدايّ بالعمل أثناء الدراسة، ليس بسبب الدراسة فحسب بل لأنهما يبالغان في حمايتي، وكانت عروض الأزياء في ذلك الوقت رائجة ولكننا رغم ذلك ما زلنا نعيش ضمن بيئة شرقية محافظة لم تتعود بعد كثيراً على مثل هذه العروض. ولكنني نجحت في إقناعهما حيث أن الغالبية العظمى من الحضور لهذه الفعاليات هن من النساء، كما أن الملابس التي نقوم بعرضها تتلاءم مع بيئتنا الشرقية المحافظة ولا تخرج عن إطار التقاليد والأعراف الاجتماعية السائدة».
ما بين الهندسة وعروض الأزياء، كيف تجد رمز المقارنة بينهما؟
تجيب: «أنهما مجالان مختلفان تماماً، ولكنهما يساعدان على تطوير الحس الفني، والذوق والإبداع في كل ما أفعله في حياتي اليومية».
وحيث أن لبنان تحديداً تعتبر عاصمة الموضة العربية وتضم العديد من مصممي الأزياء العرب الذين وصلوا إلى العالمية وفيها عارضات أزياء وضعن بصماتهن على الساحة العربية والدولية، كيف تقيم عارضة الأزياء الأردنية التجربة المحلية الأردنية والتجربة اللبنانية في مجال عروض الأزياء؟
تقول رمز: «بالنسبة إلى الأردن، فقد قطع شوطاً كبيراً في صناعة عروض الأزياء، وتتطور هذه الصناعة يوماً بعد يوم ولكنها ما زالت بحاجة إلى الدعم المتواصل من جانب وسائل الإعلام والأطراف المعينة الأخرى لكي تشع هذه المواهب وتسطع أكثر وأتمنى أن نصل هنا في الأردن إلى مستوى التجربة اللبنانية الناجحة والمتميزة في صناعة عروض الأزياء وتصميمها».
نحن نعرف أن العمل في عروض الأزياء مرتبط بسن معنية لدى الفتاة، فلو لم تكن رمز مهندسة أي مجال آخر يمكن أن تختار؟ تقول: «أنا أعشق الهندسة ومجال العمل فيها وهذا ما كنت أحلم بتحقيقه طوال حياتي، أن أكون مبدعة وأساهم في حل المشكلات. وحين بدأت العمل في عروض الأزياء كنت أعلم في واقع الأمر أنه مجرد هواية ولا يمكنني الاعتماد على المجال كسيرة مهنية. أتمنى أن نصل هنا في الأردن إلى الدرجة التي يمكن عندها الاعتماد على صناعة عروض الأزياء كمهنة تدر دخلاً ثابتاً على الفتاة وليس مجرد مرحلة مؤقتة».
وماذا تقول رمز عن أجمل عرض أزياء، وأسوأ عرض أزياء شاركت فيه؟
«في الحقيقة كلها جميلة ولا يمكن نسيانها. ولكن هناك لحظات مثلاً حين أكون على المسرح لتقديم ملابس تقليدية تراثية يعود تاريخها إلى ما قبل ألف عام من الزمن إلى حضور يضم أفراداً من العائلات الملكية في العالم العربي والعالمي، هذه لحظات تجعلني أشعر بالسعادة والفخر. كما أنني حين أحظى بفرصة تقديم أزياء قام بتصميمها مصممون عرب معروفون، أو حتى أن أعرض ما يقارب 20 ألف فستان زفاف، كيف لا تكون تلك من أجمل اللحظات في حياتي؟ ولكن الأجمل والأسعد من ذلك كله تلك اللحظة التي فزت بها بلقب THE GOLDEN MODEL 2010. كما أن من أجمل اللحظات في حياتي تلك الفترة التي أتيحت لي خلالها أن أقدم برنامج للمسابقات على شاشة التلفزيون الأردني»ز
وعلى الرغم من أن العمل في مجال عرض الأزياء متعب، غير أن متعة العمل به تمحي أية آثار أو شعور بالتعب، كما تقول رمز، والتي تتمنى أن تصل عارضة الأزياء الأردنية بجمالها وإمكانياتها إلى العالمية وتمثل  في المحافل الدولية.