#مجلة_النجوم_سيدني
بقلم : سهير سلمان منير – مستشارة تغذية وريفليكسلوجيا
كشفت معطيات مؤتمر صحة المجتمع العربي في الناصرة في مطلع الشهر الجاري عن مدى تفشي مرض السكري لدى المواطنين العرب في البلاد حيث “نحتل المرتبة الثانية بعد دول الخليج من هذه الناحية”. وهذا ينم عن ظواهر مرافقة لـ انتقال المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل من مجتمع فلاحي لمجتمع برجوازي استبدل نمط حياته مما يستدعي التوقف والتفكير كيف نستعيد نمط الحياة الصحي المبني على الجهد البدني والرياضة ومنح الأولوية للغذاء الطبيعي الصحي.
لا تخلو موائد الطعام عنا من أوعية السكر (والملح) وهما توأمان أبيضان لكنهما عدوان ولا نبالغ بالقول إنهما أشبه بقنبلة موقوتة لما تترتب عليهما من أمراض خطيرة. وداء السكري الذي نتناوله هنا واحد من أقدم الأمراض التي عرفتها البشرية وأدركت كافة أسرارها بشكل صحيح فقط في القرن الأخير وقد توصل طبيبان ألمانيان في أواخر القرن التاسع عشر لاستنتاج مفاده أن البنكرياس – الغدة الكبيرة وراء المعدة ينبغي أن تفرز مادة تمنع ارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم.
وعزل ثلاثة علماء كنديون في عام 1921 المادة الغامضة التي أطلقوا عليها اسم الإنسولين من مجموعات صغيرة من الخلايا في البنكرياس وعندما أصبح الإسولين متاحا لعلاج الداء بعد عام 1922 اعتبر ذلك أعجوبة طبية بعدما ضاعفت مرات فرص التداوي لدى المصابين بالداء وأنقذت حياة كثيرين كانوا سيموتون حتما لولا ذلك بعد مرض منهك.
يشار أن هناك نوعين من السكري: داء السكري ويسمى النوع الأول ويظهر عادة لدى الصغار وهم يحتاجون لحقنة إنسولين بانتظام ليبقوا معافين. أما النوع الثاني فهو لا يحتاج لهذه الحقنة ويرتبط ظهوره بتقدم السن أو بالنضج وهو أكثر انتشارا في منتصف العمر أو في المرحلة المتأخرة من الحياة ويمكن السيطرة عليه بالأقراص أو بالحمية الغذائية ويشار أن نسبة النساء المصابات بالسكري أعلى منها عند الرجال.
وبشأن عوامل السكري فهي معروفة وتتمثل بنقص إفراز الإنسولين ويمكن أن يتأثر أي شخص بأحد هذه العوامل علما أن الوراثة عامل مهم.
أما الناس الذين يصابون بالداء غير المحتاج للإنسولين هم في أحوال كثيرة مفرطون في الوزن ويتناولون غذاء غير متوازن كما أن التغيرات في أنماط الحياة أيضا تزيد من احتمال الإصابة والسكري بوابة لأمراض خطيرة أخرى منها الجلطات.
نقاط رئيسية
- يظهر الداء عندما لا ينتج الفرد كمية كافية من الإنسولين أو عندما يكون غير فعال في السيطرة على مستوى الغلوكوز
- الإنسولين هو هرمون حيوي للمحافظة على العافية الصحية
- أعراض الداء تشمل فقدان الوزن وكثرة التبول والعطش
- ثمة أسباب عديدة للداء منها وراثية والإصابة بالعدوى وأسباب بيئية.
وأي من هذه الأسباب أو كافتها قد تكون مهمة في كل حالة فردية.
إرشادات عامة : من أجل تفادي مخاطر العدو الأبيض الذي يكمن لنا في كل زاوية ينبغي مراعاة ما يلي:
- أن يخفف المرء وزنه لتحسين مستوى السكر في الدم فأكثرية البالغين المصابين بالسكري يشكون الوزن الزائد.
- تناول ثلاث وجبات رئيسية مع وجبتين خفيفتين خلال اليوم وفي أوقات محددة فهذا يساعد في ضبط السكر في الدم كما أن حذف وجبة من الوجبات غير مستحب خاصة في حال العلاج بالأدوية أو الإنسولين.
- ممارسة الرياضة عامل أساسي أيضا في علاج السكري وضبط مستوى السكر في الدم وكلما زادت الحركة اليومية تحسن امتصاص السكر في خلايا الجسم.
أما بالنسبة للأنظمة الغذائية لمرضى السكري فلكل مريض حالة خاصة وفريدة من نوعها كذلك نظامه الغذائي. إن زيارة الطبيب بشكل منتظم ضروري للحصول على نصائح بالعلاج المناسب لضبط السكر بالدم كما استشارة اختصاصي التغذية مهمة لتحديد نسبة السعرات الحرارية وكمية السكر والنشويات المناسبة لهم ولنوعية علاجهم ويمكن لاختصاصي التغذية أن يتبع طرقا مختلفة لتنظيم الغذاء.
نظام الطعام:
تحتوي الأطعمة على تشكيلة من النشويات واللحوم والفاكهة والخضر والحليب ويسمح بكمية محددة من الوجبات من كل نوع حسب حاجتك من السعرات الحرارية يوميا.
يمكن استبدال الأطعمة من المجموعة نفسها فقط لأنها تتشابه من ناحية احتوائها على النشويات وتأثيرها على معدل السكر في الدم ويفضل تفادي الحلويات الغنية بالسكر والدهون وتفادي السكر في المشروبات على أنواعها.
الدهنيات
بما أن السكري من العوامل التي تزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين جراء ارتفاع نسبة الدهنيات أصبح ضروريا التخفيف من كمية الدهون المستهلكة يوميا كما ينبغي تحاشي الدهون المشبعة أي الدهنيات الحيوانية واستبدالها بالزيوت النباتية وتحديدا زيت الزيتون. إذا كان مريض السكري يشكو من السمنة أيضا فإن تخفيف استهلاك الدهنيات من أهم العوامل المساعدة لتخفيض الوزن.
الألياف
تختلف الآراء حول فعالية الألياف في تخفيض مستوى السكر في الدم وتشير الدراسات أن الألياف تقف حاجزا يعيق امتصاص السكر من الجهاز الهضمي إلى الدم مؤخرا بذلك ارتفاع مستوى السكر في الدم، لكن يمكن أن نتبع الإرشادات الصحية العامة الداعية لاستهلاك ما لا يقل عن 25 غراما يوميا من الألياف
المحليات
جرت العادة أن يستهلك مريض السكري حلويات غير الغلوكوز لضبط مستوى السكر في الدم كالفركتوز والمانيتول وغيرهما. إن هاتين المادتين تعطيان نفس السعرات الحرارية كالسكر العادي إنما يمتصها الجسم بسرعة أقل
رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=15118