نوال القصار

منية قديس تحمل ملامح وجمال والداتها النجمة الأردنية العربية عبير عيسى التي رفضت في السابق أن تدخل ابنتها عالم الفن وقالت في لقاء صحفي إن الفن لا يورث.  ولكن يبدو أن منية قديس ورثت موهبة التمثيل، وشطارة وبراعة والدتها ودخلت عالم الدراما من أوسع أبوابه. 

درست منية قديس علم النفس في الجامعة الأردنية واشتغلت في مجال التسويق في إحدى الشركات وكذلك في عدد من الفنادق، فكيف  انتهى بها الأمر لتدخل عالم الفن والتمثيل؟ التقتها مجلة النجوم في هذا الحديث الممتع والراقي عن التحديات التي واجهتها عندما قررت العمل في مجال التمثيل وكيف كان تأثير والدتها النجمة عبير عيسى على حياتها وعملها.

عن أول تجربة لها في التمثيل قالت منية:

كانت أول تجربة لي في الدراما مع المنتج عصام حجاوي في العام 2015 حيث شاركت في حلقة واحدة من سهرات «سواليف من البادية» ولكن في عام 2016 بدأت العمل جدياً في الدراما في مسلسل بعنوان الدمعة الحمراء.

وكيف وجدت خبرة الدخول في مجال الفن مقارنة مع تلك التي نقلتها لك والدتك السيدة عبير؟ أجابت:

حسناً، لنقل أن تلك الخبرات التي نقلتها لي وبناء عليها رفضت دخولي مجال التمثيل كانت مائة بالمائة صحيحة. لقد كنت فتاة صغيرة عندما كنت أرافق والدتي إلى مواقع التصوير. وبطبيعة الحال لم تكن الأجواء غريبة ولم أكن غريبة على أي من كوادر الأعمال. ولكنني اكتشفت لاحقاً أن الواقع مختلف تماماً لدرجة أنني سألت والدتي كيف تحملت هذا العمل الشاق لحوالي 37 عاماً، كنت أرافقها كزائرة فقط والكل يهتم بي ويدللني واكتشفت فعلياً خصوصاً أثناء تصوير مسلسل الدمعة الحمراء أن الأمر ليس سهلاً وعادياً من حيث الالتزام والجهد والتأخير والساعات الطويلة التي نقضيها في مواقع التصوير والتنقل والتعب النفسي خصوصاً أنني كممثلة حديثة العهد في المجال أنا وزملائي وزميلاتي وعندما نقف أمام عمالقة الفن الأردني والعربي نشعر بالقلق أكثر لافتقارنا إلى خبراتهم فيساورنا التعب النفسي والجسدي ولذلك اتفهم بعض الزميلات اللواتي تركن العمل لأنهن لم يستطعن تحمل الظروف لأنها بالفعل صعبة جداً.

وكيف كانت ردود الفعل على تجربتك الأولى في مسلسل الدمعة الحمراء؟ قالت:

بشكل عام جيدة وهذا كان رأي والدتي السيدة عبير كونها تجربة أولى بالنسبة لي وهذا كان رأي المنتج عصام حجاوي أيضاً ولذلك استمر التعاون بيننا، وفي كل مرة تزداد الخبرات. لنتذكر أنني عملت لغاية الآن 5 سنوات فقط ولكن الحمد الله كل يوم تتراكم الخبرات ويتغير الأداء والطريقة التي أنظر بها إلى العمل أو الدور.

وحين سألناها عن مسألة حفظ الأدار والتوتر أمام الكاميرا أجابت:

بشكل عام ليس لدي مشكلة في الحفظ سواء في الحياة أو بالنسبة لحفظ أدواري ولكن تبقى الصعوبة في شغل المشهد وتنفيذه، وهذا ما تقوله لي السيدة عبير وهو أن الحفظ ليس مشكلة، الأهم هو كيف تنفذين ما تحفظينه.ولا أزال أشعر لغاية الآن بالتوتر خصوصاً في أول يوم عمل من التصوير وكأنني أقف أمام الكاميرا لأول مرة في حياتي.

وأين تجد منية نفسها بعد عشر سنوات من الآن؟ قالت

اتمنى أن يكون لدي بعد عشر سنوات من الآن عمل مهم جداً أكون قد نفذته ووضعت بصمة واضحة وقوية في المجال، أعمال تتحدث عنها الناس ويمكنني أن اتحدث عنها. في المحصلة أقول أن حظ هذا الجيل من الممثلين والفنانين أفضل من الذين سبقونا. فالأجيال التي سبقتنا أعمالهم هي التي شهرتهم. بالنسبة إلينا وجود السوشيال ميديا والتطور التكنولوجي ومتابعة الناس لكل ذلك جعلت الناس تعرفنا منذ بداياتنا. أكيد بالنسبة لي أحب ذلك وأشعر بالسعادة عندما يرسل لي أحدهم أي مديح أو ثناء ولكن ما أحبه أكثر هو أن يرسل لي متحدثاً عن عمل مهم قمت به، الحديث عن دور أو عمل ترك أثراً يستحق الثناء أو الانتقاد، أحب جداً أن يكتب لي أحدهم منتقداً بطريقة منطقية وصحيحة هذا يجعلني أشعر أن باستطاعتي تقديم ما هو أفضل . بعد عشر سنوات اتمنى أن تكون بصمتي هي التي تتحدث عني.

منية وهي تشاهد الآن مسلسل «العلم نور» ذلك المسلسل الكوميدي الذي كان للسيدة عبير بصمة واضحة خلاله، ما الذي تفكرين به وأنت تشاهدينه؟

أولاً أشعر بالفخر وأنا أشاهد هذا المسلسل وفخورة بكل من شاركوا به. إنه من أجمل الأعمال التي قدمتها الدراما الأردنية، ربنا يطول بعمر من كان منهم على قيد الحياة ويرحم من انتقلوا من هذا العالم، وربنا يشفي نجمنا الكبير ربيع شهاب الذي يعاني من أزمة صحية . اتمنى لو كانت لدينا في الدراما الأردنية تلك البساطة التي ميزت مسلسل العلم نور. كما قلت ساعدت السوشيال ميديا جيلنا ولكن أشعر أحياناً أنه جيل مظلوم لأنه يفتقد إلى هذه البساطة والعفوية حتى بين بعصنا البعض.

وفي هذا السياق أريد أن أسالك عن عمل آخر شاركت السيدة عبير في كل أجزائه، مسلسل أبو عواد من بطولة الراحل نبيل المشيني، ماذا ترين في أبو عواد وتفتقدينه اليوم؟

خصوصية مسلسل أبو عواد تكمن في أنني عندما أشاهده أرى عائلتي فعلياً وخصوصاً عندما أرى والدتي، وكذلك الاستاذ نبيل المشيني الذي كنت اعتبره والدي وكذلك السيدة رشيدة الدجاني. لقد وعيت وكبرت وأنا بينهم، اشاهدهم واعيش معهم وشعرت عندما توفيت السيدة رشيدة كأن جدتي هي التي توفيت وفقدت كذلك والدي نبيل المشيني طبعاً إلى جانب كونه قامة أردنية عربية نفتخر بها. أرى المسلسل وأرى عائلتي في كل تفاصيلها.

هل جربت منية المسرح؟

ليس بعد، والصحيح أنني خائفة. احب المسرح جداً ولكني عندي هذه الرهبة في الوقوف بشكل مباشر وحي أمام الناس. أرغب فعلاً أن أكسر هذا الحاجز وسوف يحصل ذلك إن شاء الله قريباً وأتمنى أن يكون من خلال عمل جيد وليس عادياً من حيث النص والإخراج والناس الذين أود الوقوف معهم على خشبة المسرح لأنهم سيكونون بالتأكيد أشخاص لهم تجربة مسرحية ممتازة وبالتالي أريد من يرفعني وليس من أقف معه وإلى جانبه على نفس المستوى على أقل تقدير.

تلتقي مجلة النجوم بك وأنت تصورين مسلسلاً جديداً مع المنتج عصام حجاوي، هل لك أن تحدثينا عنه وعن الأعمال الأخرى التي شاركت بها أخيراً؟

منذ شهر آذار 2020 لم نتوقف عن العمل والتصوير وهذا أمر يحسب للمنتج عصام حجاوي ويشكر عليه فعلاً. قمنا بتصوير المسلسل البدوي «جلمود الصحاري»، وعمل معاصر بعنوان «لعبة الانتقام»، وآخر كوميدي بعنوان «بلاقي عندك شغل»، والان نقوم بتصوير مسلسل ريفي قروي بعنوان «كرم العلالي». أما دور «ليلى» في مسلسل «كرم العلالي» فهو دور جديد بالنسبة إليّ وغريب أيضاً. هو دور فتاة مجنونة نوعاً ما وهي أصغر أبناء العائلة، لا تخاف من شيء وتحكي كل ما يدور في ذهنها وقلبها.

كيف هي علاقتك مع السوشيال ميديا؟

جيدة في الواقع. كانت حساباتي كلها خاصة وقبل عامين حولتها إلى عامة. واكتشفت ان عدد الناس الذين يعرفونني فاق توقعاتي من كل أنحاء العالم العربي. البعض منهم كان يسألني ما إذا كنت بنت السيدة عبير بسبب الشبه بيني وبينها، وهذا ابسطني حقيقة.

كيف هي علاقتك مع النجمة عبير عيسى؟

الشبه أولاً يجعل الناس تعرفني طبعاً، ولولا عبير عيسى كأم وكفنانة لا يمكنني أن أفعل شيئاً كان لها دور كبير في اللحظة التي قررنا فيها الدخول في مجال الفن بعد أن كانت رافضة ذلك. كانت داعمة وتقول لي الخطأ والصواب دائماً. احب تكون موجودة في موقع التصوير لتنبهني كأم وفنانة إلى كل خطأ وتشير إلى سلبياتي وإيجابياتي وأحمد الله أنها موجودة في حياتي.