باتريك نجم  عازف الأورغ المعروف  يحتل مكانة طيبة في المشهد الفني في  سيدني، لما يمتلكه من رصيد أكاديمي في دراسة الموسيقى مع خبرة  عملية طويلة في العزف منذ إن كان صبيا يافعا في لبنان وحتى وصوله الى استراليا والتي شهدت مرحلة نضحه الفني  وبداية رحلته الإحترافية بالعزف مع كبار الموسيقين والمطربين العرب ..
مجلة “ النجوم “  طاردت الفنان شهوراً حتى حصلنا على هذا اللقاء،  وذلك للحياء  والتواضع الذي يتحلى بهما باتريك  والذي فضل أن يترك المجال دائما لزملائه الفنانين  للظهور معنا.
تركنا لباتريك أن يتذكر بدايته من لبنان  فقال “ كان عمري 11 سنة عندما كنت أسمع موسيقى دائماً وصار لي ميل وحب لها، وإقتنيت آلة نفخية وبدأت أعزف عليها  أغاني  وألحان سمعياً  في ذلك الوقت، فصادف ان زارنا خالي وهو عازف (درام) درجة أولى ونصح أهلي ان يشتروا لي (أورغ) لأنه وجد عندي موهبة ظاهرة وما كان من أهلي إلا الموافقة وجلب آلة الأورغ الكهربائي، وهنا بدأت رحلتي الثانية مع الأورغ فبدأت أتمرن على يد أستاذ متخصص يدرسني في البيت وهو الاستاذ (سليم الحاج) وهو قد علمني لمدة  ثلاث سنين في دروس خصوصية حول (الصولفيج) و(النوتة).ويضيف “ بعد ذلك انخرطت في فرقة فنية في لبنان نعزف في الافراح والمناسبات الخاصة والعامة حتى قررنا الهجرة الى استراليا عام 1988.”
في أستراليا  بدأ الفنان مرحلة جديدة في حياته الفنية عازفاً، حدثنا  عنها باتريك “ عندما وصلت الى استراليا بشكل سياحي أولا  ولكني بقيت هنا بشكل نهائي، ومارست أعمالاً حرة مع دراسة الالكترونيك في معهد متخصص، وبعد فترة بدأت أحن الى الموسيقى ثانية ونصحني خالي أن اشتري  آلة أورغ،  فاشتريته وصادف وجود حفلة عرس في قاعة “الويستيلا” فدعوني للمشاركة مع الفرقة وذلك لغياب عازف الأورغ، وهنا بدأت رحلتي في الاحتراف الموسيقي في سيدني.” .  وعن خطواته  العملية في العمل الفني ، أكمل  باتريك “ عزفت في مطعم “ خيمة الشيخ في مدينة “Newtown” لمدة عامين وكنا نعزف لمطربين من خارج استراليا مثل (عفاف داغر) وبعدها نقلت الى مطعم “بيكاديلي” Piccadilly في “دلويتش هيل” لصاحبه منير نادر مع فرقتي، التي أسستها بعد أن تركت العمل في “خيمة الشيخ”، وفرقتي آنذاك تتكون من: أنا  على الأورغ وطوني شاهين على الجيتار والرق حمادة جاد، وجمال زريقة على الإيقاع، وبقينا لمدة خمس سنوات ، ومن المصادفات الجميلة، إني تزوجت فيها بعد ان تعرفت على زوجتي في خيمة الشيخ. ثم عملت في صالة (الليالي الذهبية) لمدة قصيرة ثم تحولت الى العمل في صالة (Star Light) لصاحبيها “جورج ديب” و”طوني سعد”. وهناك إزداد عدد فرقتي الى 6 عازفين وكان من  أشهر المطاعم حيث جاء الكثير من المطربين العرب ومنهم “نورمهنى، أيهاب توفيق . وآخرون ) ومن المطربين  المحليين أمثال “ غازي نصوح , نمر ملحم , تريز عازار ….الخ “  وعملنا لمدة أربع سنوات .
عَرفنا أن  فترة انقطاع صارت في حياتك ، حدثنا عنها ؟
يجيب  باتريك “سافرت بعدها الى مدينة برزبن لفترة 10 سنوات لأغراض عملية خاصة وفتحت مشروعاً في (الموبايل فون) وفيها بقيت أمارس  العزف بشكل شخصي  ولكن دون مشاركة مع أيّة فرقة لقلة وجود المطاعم العربية واللبنانية آنذاك، وخلال  الست سنوات الماضية رجعت الى سيدني وأكملت مسيرتي الفنية من جديد عازفاً  في المطاعم والأعراس والحفلات والمناسبات الخاصة والعامة حتى استقريت منذ سنتين في العمل بمطعم  “السمرلاند” لصاحبه  شريف كوثراني. أنا والزميل المطرب طوني رباط .”
وماذا عن أبرز المحطات الفنية في حياتك ؟ عزفت  في أبو ظبي مع الفنانة هيفاء وهبي في أكبر الصالات والتي حضرها 25 ألف شخص، كما عزفت في حفلات  مع الفنانين هشام الحاج ، مايز البياع  ، صبحي توفيق، ومع باسكال مشعلاني و ربيع بارود وغدي والكثير من كبار النجوم  “.
وعن رأيه بمستوى  الغناء والموسيقى في سيدني، يرى باتريك “ إن  أيام زمان كانت  أجمل وأرقى  جداً لوجود مستمعين جيدين، أما الآن فعادت موجة الصخب والضجيج وموجة الطبل والمزمار وإختفى بريق الطرب الاصيل غناءً وجمهوراً ،كما أن كثرة العازفين المغمورين الجدد والذين لا يتقنون فن  العزف الطربي وعدم دراسة الاصول الموسيقية أدى أيضاً الى هبوط المستوى الفني للطرب والموسيقى”