النجوم – سلوى  المسعود

بيت لحم مدينة كنعانية قديمة سكنها الكنعانيون حوالي سنة 2000 قبل الميلاد وتقع بين مدينتي الخليل ومدينة القدس أو كما تلقب أيضا بقدس الأقداس  وهي جزء من الجبال والهضاب الوسطى في فلسطين التي تنتشر موازية لغور الأردن والبحر الميت، وتمتد على هضبتين يصل أعلاها إلى 750م فوق مستوى سطح البحر.
اسم بيت لحم يرجع إلى اسم مدينة جنوب القدس عرفت باسم بيت (إيلو لاهاما) أي بيت الإله لاهاما، أو لاخاما،وهو إله القوت والطعام عند الكنعانيين، وسميت أيضا ببيت الخبز عند الآراميين، وكلمة ( ليحم ) عبرية القديمة تتسعمل حتى اليوم.
ولبيت لحم أيضاً اسما قديما هو أفرات أو أفراته وهي كلمة آرامية تعني الخصب والثمار.
حلقات تاريخية هامة
مرّ النبي يعقوب بمدينة بيت لحم وقام بدفن زوجته التي توفيت هناك بعد ولادتها لطفلها بنيامين شقيق النبي يوسف، كما ولد فيها النبي داود واستخدمها ولده النبي سليمان مصيفاً له، وقد نالت بيت لحم شهرتها العالمية بعد ميلاد السيد المسيح في القرن الحادي عشر قبل الميلاد.
خضعت بيت لحم تحت الحكم الروماني حيث بنى فيها الحاكم الروماني هيرودوس قلعة حصينة لكي يلجأ إليها في زمن الحرب، ثم بنى فيها الإمبراطور الروماني عام 103 م معبداً  للإله أدونيس فوق كهف السيد المسيح، ويقال أن الإمبراطور قد اعتنق المسيحية سراً.
عام 330 م قامت الإمبراطورة هيلانة ببناء كنيسة المهد في بيت لحم وكنيسة القيامة في القدس، ثم وتعرضت كنيسة المهد للهدم على يد السومريين، فجاء الإمبراطور جوستينان الأول وقام ببناء الكنسية من جديد، كما بنى سوراً حول المدينة وبقي هذا السّور موجوداً حتى عام 1448م حيث أمر السلطان المملوكي بهدمه. تعرضت المدينة إلى الغزو الفارسي عام  614 م ولكن الفرس لم يهدموا الكنيسة وذلك لوجود لوحة للمجوس الثلاثة وهم ساجدون أمام السيد المسيح على لوحة من الفسيفساء وقت ميلادة حيث اتبعوا نجمة كبيرة تلوح في السماء.
تتميز مدينة بيت لحم بأنها المدينة القديمة التي مازالت ماثلة حتى الآن للعيان بنفس الأبنية القديمة المبنية من الحجر الكلس والأبواب والنوافذ ذات الأقواس، هيكلة المباني ملتصقة ببعضها البعض ومقسمة إلى حارات كل حارة تشكل كتلة ملتصقة لكي يسهل الدفاع عنها.
كنيسة المهد
أما بالنسبة لكنيسة المهد فقد أنشأتها الإمبراطورة هيلانة عام 335م ودمرت عام 529م على يد السومريين ثم أعيد بناؤها على يد الأمبراطور جوستينيان الأول لتبقى إلى يومنا هذا وهي مقسمة إلى ثلاثة أقسام، صدر الكنيسة، القسم الأمامي، ومغارة المهد.
شُيدت كنيسة المهد منذ أن أمرت ببنائها القديسة هيلانا في القرن الرابع الميلادي على النمط البازيليكي وهو نمط معماري مقتبس من البازيليكي الرومانية (المعابد الرومانية) التي تتميز بكونها مساحة مستطيلة مقسمة بواسطة مجموعة من الأعمدة إلى ثلاث بوائك أكثرها اتساعا البائكة الوسطى، وتكون هذه البوائك عمودية على ما يسمى منطقة المذبح التي تشتمل على المحراب، وقد استخدمت الأحجار الضخمة في بناء جدران الكنيسة الخارجية، لذلك بدت وكأنها أحد الحصون الحربية مما زاد من الشعور الاحساس بالأمان. وأنشيء باب الكنيسة في العصر العثماني لمنع الجيوش المعادية من الدخول إليها.
ويتميز الباب بصغر حجمه، ولكي يستطيع الشخص الدخول من خلاله لا بد أن ينحني كما لو أنه سيدخل إلى أحد الكهوف أو المغارات.
لكنيسة المهد أهمية خاصة في قلوب المسيحيين بمختلف طوائفهم، فبالإضافة إلى مكانتها التاريخية حيث تعتبر أقدم الكنائس الأثرية فهي أيضا تحمل مكانة دينية خاصة لأنها شيدت الكنيسة  في ذات المكان الذي ولد فيه المسيح عيسى عليه السلام.
وتضم الكنيسة ما يعرف بكهف ميلاد المسيح، وهو المكان الذي وضع فيه بعد مولده مباشرة، وأرضيته مكسوة بالرخام الأبيض الآن، يزين الكهف أربعة عشر قنديلا فضيا والعديد من صور وأيقونات للقديسين.
والكنيسة عبارة عن مجمع ديني كبير فتحتوي على مبنى الكنيسة بالإضافة إلى مجموعة من الأديرة والكنائس الأخرى التي تمثل الطوائف المسيحية المختلفة، فالدير الأرثوذكسي في الجنوب الشرقي، والدير الأرمني في الجنوب الغربي، والدير الفرنسيسكاني في الشمال الذي شيد عام 1347 لأتباع طائفة الفرنسيسكان.