مجلة النجوم – سيدني
سأتحدث مع طفلي بالإنجليزية حتى يجيدها منذ نعومة أظافره” فكرة يتبعها بعض الآباء والأمهات، لكن الخبراء يحذرون من مخاطرها، فما هي أفضل طريقة لتنمية المهارات اللغوية، لاسيما للأطفال الذين يعيشون في بلاد أجنبية؟
كثيرا ما نسمع آباء، وأمهات يتحدثون مع أبنائهم بلغةٍ أجنبيةٍ غير سليمة تماماً في أحيان كثيرة، وذلك لأسباب عديدة تتنوع بين الرغبة في أن يجيد الطفل هذه اللغة (لاسيما إن كانت من اللغات النشطة المطلوبة) منذ صغره أو ربما لأن؛ الأسرة تعيش في بلدٍ أجنبي، وترغب أن يجيد أطفالها هذه اللغة مثل أهل البلد. و يحذر خبراء اللغويات من هذا الأمر الذي لا يعود بالنفع على الطفل بل العكس.
وهناك عدد من الأسباب التي تؤكد على ضرورة أن تتواصل مع أبناءك بلغتك الأم التي تجيدها كاملةً، فهذه هي أفضل لغة تعبر عن حبك لطفلك، وعن مشاعرك المختلفة. و علمياً فقد ثَبُتَ أنّ الطفل الذي يجيد لغته الأم بشكل تام، أكثر قدرة على تعلم لغة أجنبية. وخلص علماء اللغويات وفقاً لموقع “كوزمو” النمساوي، إلى أنه من الضروري أن يجيد الطفل في سنوات عمره الثلاثة الأولى، لغته الأم جيداً لأن هذا سيسهل عليه بعد ذلك تعلم لغة ثانية دون مشكلات.
ويتمتع الطفل بالمقدرة على تعلم ثلاث أو أربع لغات بسهولة حتى يصل إلى سن المدرسة، لذا فالأم العربية غير مضطرة إلى الحديث بإنجليزية غير سليمة مع طفلها، حتى يجيد الإنجليزية لأن؛ اللغة الأم لن تؤثر بأي شكل على قدرة الطفل لاكتساب لغات أجنبية جديدة.
التنقل بين لغتين
وبالنسبة لأبناء المهاجرين، فإنّ الطفل لديه فرصة كبرى لِاكتساب لغة البلد، وإجادتها التي يعيش فيها سواءً أكان في مراحل التعليم الدراسي أو الجامعي، وبالطبع من البيئة المحيطة به، في حين لن يجد عادة فرصة كبرى في الحديث بلغته الأم.
ومن المهم أيضاً معرفة أنّ الآباء والأمهات الذين لا يجيدون الأجنبية كاملةً، لن يستطيعوا نقل اللّغة جيداً، وبفاعلية لأطفالهم، ومن ثمَّ سيخسر الطفل اللّغة الأصلية كما لا يتعلم اللّغة الأجنبية بالشكل المطلوب.
أما بالنسبة إلى المدة التي يلتحق فيها الطفل بالمدرسة في بلد أجنبي، فينصح الخبراء وفقاً لموقع “مالتي لينغوال ليفينغ”، الآباء والأمهات في هذه الحالة، بمتابعة ما يدرسه الطفل، وقراءة النصوص معه، لكن مع الحرص على أن تكون المناقشات عن محتوى هذه النصوص، باللغة الأصلية.
ولا يضر هذا التنقل بين لغتين، بقدرات الطفل الذي يعيش في بلد لا يتحدث لغته الأصلية؛ بل يثري قدراته اللغوية، لذا فلا مانع من قراءة قصة قصيرة مثلاً باللغة الأجنبية، ثم مناقشتها وشرحها باللغة الأصلية.
وينصح الخبراء أيضاً بالتواصل مع الطفل باللغة الأصلية خلال اللقاءات الأسرية أو في الحياة اليومية؛ لأن هذه هي الطريقة التي تثقل مهارات الطفل اللغوية، والنحوية مع مرور الوقت.
رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=10738