6963736f94

دلال جويد

الحب جمرة من قلق..

أحيانا أشعر أني ثقيلة كمرساة كبيرة، لكن قلبي بخفة ريشة، أغنية تنفخه بعيدا، وأخرى تعيده إلي.. أنا المرساة التي ترقد في قاع البحر، وانت السفينة التي يغريها السفر…
أعرف أنك ستنفي ما أقول.. ستقول أحبك كثيرا، ربما أكثر مما ينبغي، ستغضب لو أني شككت بحبك هكذا، سترسم لي نافورة من قلوب تدور حولي، وستسخر من مخاوفي قدر ما تستطيع، ستحاول تبديدها، وبمعول من قُبل ستهشم هذه الدموع التي تتراكم على روحي مثل قطيع شظايا لحروب كثيرة.. سأبتسم لكل هذا الحب وسأحبك أكثر ..
دعني اخبرك شيئا عن الحب، هذا الحب الذي نصفه غزلان قلق برية تتراكض في كل الجهات، والنصف الآخر فراشات تحترق كلما طارت نحو تنور الشغف، لكن طيرانها أكيد واحتراقها مصير ابدي يجعلها تتوالد من جديد كي تقترب من نورك..
الحب الذي لا تنفجر فيه اللهفة، يكون خامدا كقبر.. وسيظل قبرا حتى لو زيناه بكل الزهور، فدع غزلان قلقي تهرول نحوك، أطعمها خبز جنونك ودع فراشاتي تخبرك كم أني بك أضيء.

بيني وبينك

عندي لك نص جميل حميم.. لا يزال مختبئا كطفلة خجولة.. أحاول ملاطفتها كي تأتي وتسلم عليك.. هذه المرة سأجعلها تقبل خدك.. وربما أخبرتك بلثغة صادقة كم تحبك.. عندي كثير من الكلام الجميل، بهدوء ينضج في تنور لهفتي.. أحاول أن لا أحرقه كي تشتهيه وتبتسم حين يكون بين يديك..
بيني وبينك ما لا تدركه الحواس.. ما لا يتخيله العذال وما يحلم به العاشقون.. ما لا تمسكه اللغة ولا تسعه الموسيقا.. بيني وبينك ليس حبا.. انما تفاحة من الوجد نقضمها وتعود ناضجة وطازجة وشهية… بينك وبينك ما فيه شفاء ورقة وسحر وجمر وجذوة وبسمة ورقصة وحياة وبهجة وسلام وهدوء وصخب،  بينك وبينك أنا.. وبيني وبيني أنت.. وبيننا نحن حتى أن لا ضوء سوانا.

في مديح الشوق..

أشتاق اليك.. فأعد حسناتك صغيرها وكبيرها حتى يصير لديك أسماء حسنى وفضائل خارقة تشبه أوصاف اله لا يوعد بالنار ولا يرهب جنوده الصغار او رعيته الفقراء..
تمشي في شوارع قلبي فتزهر حدائق هنا ويثمر برحي هناك.. تلو ح لي فتتجلى روحي سحابة تنطلق منها عصافير وزهور.. في الشوق يصير صوتك نهرا، واصير زنبقة تطوف على شفاهه ترشف مساماتها واحدة واحدة.. وتغفو كما ينبغي لزنبقة ماء في حضن نهر…
في الشوق أنا كذلك أصير أجمل.. أخطر في بالك ماشية على أطراف أصابعي.. ابدو  أكثر ربيعا واقل عتمة.. هكذا يفعل فلتر شوقك حين يشذب أشواكي ويكف عن الخوف منها.
في الشوق نسير متخاصرين.. نرقص بخطوات مكتملة.. لا نقصان في الشغف.. لا هدر للقبل .. لا دقائق ضائعة.. لا تشغلنا الموسيقى لا الأفلام ولا حتى أخبار البلاد.. في الشوق نكون خالصين عذبين رائقين.. مثل نبيذ من يد الدالية.