مجلة النجوم – سيدني 

بقلم –  مستشارة  التغذية سهير منير

يعتبر الشوفان نباتاً عشبياً يشبه الحنطة والشعير بالشكل وبذوره متوسطة الحجم ويعرف عادة بالديوان. تعد منتجات الشوفان من الأغذية الرخيصة والمغذية، وهو سبب انتشاره واستخدامه في العالم. كما يستخدم الشوفان في صناعة غذاء الأطفال، وإعداد الخبز بخلطه مع دقيق الحنطة.

يحتوي لب الشوفان على كمية من الدهون تزيد عما هو في الحنطة، وعلى كمية من البروتين لا تقل عما في بذور الحنطة، وهو يشبهها (الحنطة) في تركيب الأحماض الأمينية مثل “الأرعنين” و “التليسين” و “التريبتوفان”. يحتوي دقيق الشوفان على فيتامين B1، وعلى مواد معدنية مثل الحديد والفسفور، وفيه طاقة تزيد على ما في القمح. كما يحتوي على “النشا”. ويستعمل أيضا في إنتاج مادة “الفيورفورال” وهي مادة مذيبة في عملية تنقية أملاح زيوت الطعام النباتية.

تظهر الدراسات العلمية تأثير بذور سيقان وأوراق الشوفان في بعض الأمراض، وأثبتت جدواها كعلاج، ما دفع مصانع كبيرة عديدة لصناعة مستحضرات متنوعة من الشوفان ومشتقاته. وينصح خبراء التغذية اليوم بتناول الشوفان، وذلك لقيمته الغذائية العالية للجسم وللصحة. يخفض الشوفان نسبة الكولسترول في الدم، ما يخفف من مخاطر أمراض القلب والشرايين، إذ إن ثلاثة غرامات من هذه الألياف يومياً (أي ما يحتويه كوب واحد من الشوفان) تعمل على خفض معدل الكولسترول في الدم، كما ينظم عملية الهضم في الجسم، ويخفف من المشاكل المعوية والإمساك، ويساعد في المحافظة على الوزن الصحي، لأنه يعطي الشعور بالشبع.

وفي هذا الإطار توصل باحثون أميركيون إلى أن تناول الشوفان في طعام الإفطار، يقلل الشهية، ويساعد على تخفيف الوزن أو السيطرة عليه. كما أوضحوا أن الألياف الموجودة في الشوفان تبطئ معدل تفريغ المعدة من الطعام فتجعل الشخص يشعر وكأن معدته ما زالت ممتلئة لفترة زمنية أطول. كما كشفت دراسة أمريكية أخرى أن تناول وجبات وحبوب الشوفان الكاملة قد تساعد في السيطرة على ضغط الدم الشرياني بشكل ملحوظ، وبالتالي خفض نفقات استهلاك الأدوية.

يعتقد الباحثون أن ألياف الشوفان ومحتواه من المعادن والمواد المضادة للأكسدة تسهم في تحسين قراءات ضغط الدم، من خلال تأثيرها في حساسية الجسم للأنسولين، مشيرين إلى أن استهلاك الرقائق والحبوب الكاملة الغنية بالألياف تمثل طريقة سهلة وبسيطة لزيادة الاستهلاك الكلي من الألياف الذائبة، ما يساعد على الحصول على الكمية الموصى بها، البالغة 25 إلى 30 جراما يوميا. وتوصلت الدراسة إلى أن الشوفان يقلل من نسبة الكولسترول الضار في الدم، ويحمي من الأمراض القلبية.

وأشار مختصون في التغذية إلى الفوائد العديدة التي يقدمها الشوفان لصحة الإنسان ومنها أنه نتيجة لاحتواء الشوفان على نسب عالية من الألياف، فإن من خواصه الإيجابية حماية الشخص من الإصابة بسرطان الأمعاء، وتناول الشوفان عندما يكون المرء مصاباً بالحزن أو الإحباط، ضروري لأنه مضاد طبيعي للاكتئاب ويعطي إحساسا بالهدوء. كما أنه يعالج حالات الاضطرابات العصبية.

يعد الشوفان طعاما دافئا وحلو الطعم، وهو مثالي للطقس البارد، كما أن الطعام المحضر من دقيق الشوفان يشكل فطورا مغذيا جدا، ونخالته المنتجة من الحبوب الخشنة مفيدة من ناحية خفض مستوى الكوليسترول في الدم، ومضادة لتخثر الدم، إلى جانب أن حبوب الشوفان تعتبر مقوية للجسم خاصة للجهاز العصبي، وهي مهدئة للأعصاب ومغذية للجهاز العصبي. هناك الشوفان المجروش الطبيعي، فالنوع الفوري الذي يأتي بنكهات مختلفة، يأتي بأنواع مليئة بالسكر، في حين أن المادةَ الحقيقية للشوفان البسيط هي الأفضل، وتأتي منافع الشوفان المجروش من كونه مصدرا جيدا لكل من الألياف القابلة للذوبان والعديمة الذوبان.

كما أن هناك وصفات خاصة بالريجيم، حيث يشير الخبراء إلى أنه يمكن تناول الشوفان كوجبة خفيفة وسط النهار، أو وجبة إفطار أو عشاء، لأن الطبق الواحد منه يحتوي على أربعة جرامات من الدهون، و204 سعرات حرارية وسبعة جرامات من البروتين.

والشوفان المجروش له طعم عادي جداً، ما يجعل تناوله غير مستساغ، ولهذا ابتكرت بعض الطرق التي تضيف إلى طعمه نكهة جديدة عبر نقع الشوفان بالحليب بدلاً من الماء ليصبح مذاقه أطيب، وبهذا تتم الاستفادة من الكالسيوم والبروتين، أو يضاف مسحوق سكر الريجيم إلى الشوفان المجروش لتحلية طعمه دون إضافة سكر. كما يمكن إضافة مسحوق الشوفان المُنَكّه إلى الشوفان العادي وعند الانتهاء من تحضيره، يمكن إضافة الحليب أيضا، ويمكن إضافة الفاكهة المجففة أو الطازجة مقطعة إلى الشوفان لإغناء نكهة طبق الإفطار وتعزيز فوائده.

رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=17562