اشواق شلال الجابر
وجَّه وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي الدكتور حسن ناظم بطبع الأعمال الشعرية الكاملة للشاعرة الكبيرة لميعة عباس عمارة طباعةً فاخرةً تليق باسمها على أن تتولى تلك الطباعة دار الشؤون الثقافية العامة. وأوعز ناظم إلى دار الشؤون الثقافية العامة بتشكيل فريق عمل يضم كبار الأكاديميين والشعراء لجمع قصائد الشاعرة لغرض نشرها في المجموعة الكاملة.
وكان ابن الشاعرة الكابتن زكي الناشئ قد أعلن عن وفاة والدته الشاعرة لميعة عباس عمارة في الولايات المتحدة، في الثامن عشر من شهر حزيران 2021، عن عمر ناهز 92 عامًا.
وقال في هذا الصدد: “ … إنا لله وانا اليه راجعون
ببالغ الاسف والأسى انبأكم وفاة والدتي ….. الشاعره لميعه عباس عمارة……. خسارة لكل من عرفها من العراق وكل الدول العربيه والعالم….. الذين احبتهم وأحبوها.
ستبقى ذكراها في وجدان
كل من عرفها شخصيا…… او عبر اشعارها ودراساتها الكثيره.
هي التي بذرت فينا مخافة الله، ومحبة الناس، واحترام كل خلقه.
نامي قريرة العين بعد معاناتك لاشهر…… كنت في كامل قواك العقليه…… وانت لم تأكلي او تشربين اي شيئ لشهرين…… ولكن تستقبلين من يأتيك من الناس بإبتسامه جميلة.
رحمك الله يا أمي برحمته الواسعه…. واسكنك فسيح جناته
ولدت الشاعرة في الثامن عشر من تموز يوليو عام 1929، وهي شاعرة عراقية محدثة، ورائدة من رواد الشعر العربي الحديث، وتعد إحدى أعمدة الشعر المعاصر في العراق. ولدت في بغداد، وعاشت أغلب أيام غربتها في الولايات المتحدة على أثر هجرتها من العراق ابان العهد السابق، وتوفيت هناك. أجادت في الشعر العربي الفصيح والعراقي العامي. حصلت على وسام الأرز تكريمًا من الدولة اللبنانية لمكانتها الأدبية.ولدت الشاعرة لعائلة عريقة ومشهورة في بغداد، حيث كان عمها صائغ الفضة المعروف زهرون. وجاء لقبها عمارة من مدينة العمارة حيث ولد والدها.
حصلت على شهادة الثانوية العامة في بغداد. ودرست في دار المعلمين العالية – كلية الآداب – وقد صادف أن اجتمع عدد من الشعراء في تلك السنوات في ذلك المعهد، بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي وعبد الرزاق عبد الواحد وغيرهم، وكان التنافس الفني بينهم شديدًا، وتمخض عنه ولادة الشعر الحر. وحصلت على إجازة دار المعلمين العالية سنة 1950م، وعينت مدرسة في دار المعلمات.
كانت عضوة الهيئة الإدارية لاتحاد الأدباء العراقيين في بغداد (للفترة من 1963 – 1975)، كذلك عضوة الهيئة الإدارية للمجمع السرياني في بغداد، وهي أيضا نائب الممثل الدائم للعراق في منظمة اليونسكو في باريس (1973–1975)، ومدير الثقافة والفنون في الجامعة التكنولوجية ببغداد
بدأت الشاعرة كتابة الشعر في وقت مبكر من حياتها منذ أن كانت في الثانية عشرة، وكانت ترسل قصائدها إلى الشاعر المهجري ايليا أبو ماضي الذي كان صديقًا لوالدها، ونشرت لها مجلة السمير أول قصيدة وهي في الرابعة عشر من عمرها وقد عززها ايليا أبو ماضي بنقد وتعليق مع احتلالها الصفحة الأولى من المجلة إذ قال: «إن في العراق مثل هؤلاء الأطفال فعلى أية نهضة شعرية مقبل العراق.»
كتبت الشعر الفصيح فأجادت فيه كما كتبت الشعر العامي وأجادته كذلك، أحبت الشاعرة لغتها العربية وتخصصت بها ومارست تدريسها فتعصبت لها أكثر دون أن تتنكر للهجتها الدارجة فوجدت نفسها في الاثنين معًا.
كانت ترى في اللغة العربية الفصيحة وسيلتها للتواصل مع الآخرين الأوسع، وقد وجدت في لهجتها العراقية العامية ما يقربها من جمهورها المحلي الذي استعذب قصائدها فتحول بعضها إلى أغنيات يرددها الناس. ومن دواوينها الزاوية الخالية وعراقية ولو أنبأني العراف والبعد الأخير.
ومن قصائدها المعروفة قصيدة أنا عراقية بمطلعها لا حيث كتبت هذه القصيدة عندما حاول أحد الشعراء مغازلتها في مهرجان المربد الشعري في العراق حيث قال لها: «أتدخنين.. لا… أتشربين… لا…أترقصين…. لا..ما أنتِ جمع من الـ لا فقالت انا عراقية.»