هالة حجازي

لي عتبٌ كبيرعليكَ أيها المُخضب بتاجِ الإبداع والحكمة , يا درة زمانك وأعجوبة عصرك يا من تجسدت في شخصيته صفات العرب ومن خصب ابداعه تنامت بذور الشعر الأصيل، أيها التسونامي اللغوي والعلامة الفارقة في مسيرة الشعر العربي.
أيها الُمكلل بالكبرياء … لطالما كرهتُ هذه الصفة ولكنني أحببتها فيك « إنها تليقُ بكَ «
يا أدباً يَعتصر من عناقيد الضاد نبيذاً معتقاً .. يا من رصع الحروف زبرجداً ، يا من ألزم أسطورة الشعر أن تمر من أمام بابك لتُثبت لها حضورك فهي لم تكن ابداً لولاك

يا لكَ من سجل تاريخي حافل مُترف باذخٍ فيه من الألق ما يبقيه عالقاً على حافة القلب والروح .
لقد طرقتَ مختلفَ أغراض الشعر وأبوابه من مدحٍ وفخر وهجاء ووصف للطبيعة وخضتَ فيه المعارك والحروب ولبست معه تاج الحكمة ، لقد أتقنت الولوج في كل دهاليزه بحرفية وعبقرية فذة لكنك مررتَ باستحياء أمام نوافذ الحب والعشق ولم تلامسها بأطراف شعرك ، كنت شحيحاً كلولاً في تغزلك بالمرأة.
يا من ملأتَ رأسك بعروش المجد والرفعة وأنهيت حياتك بخنجر الطموح والغرور ولم تسمح أن تتربع إمرأة واحدة على عرش قلبك وتغرس خنجرها بين أضلع مشاعرك.

ليت الأبجدية نطقت وهجتك أيها المتكبر الذي تعالى بحرفه عن هذا المخلوق اللطيف، يا شحيح العواطف كيف سولت لك نفسك أن تتجاهل جمالها وسحرها وأنوثتها وغنجها ودلالها وطغى عليك طموحك وكبرياؤك؟
كيف سمحت لنفسك أن تحيا بلا حب وعشق مجنون لقد حرمتنا من لذة الاستمتاع بأبجديتك وحرمت المرأة من حضور معزوفاتك الشعرية ؟

قالوا: لقد أحبته إمراة ما .. حباً كبيراً لكنه لم يكّن لها أية مشاعر سوى المودة والعلاقة الإنسانية النبيلة بالرغم من تمتعها بجمال فتان وحسنٍ آسر في الخَلق والخُلق …
ذكروا بإنه قال لها : يا عائشة إن قلبي نهبته المطامع وتقاسمته الآمال وأخشى ألا يجد فيه الحب متسعاً للهو واللعب … غريب أمرك يا شاعري المفضل وملاذي في الفكر والأدب !! كيف تتهم الحب باللهو واللعب وأي قلبٍ هذا الذي يحتويه صدرك؟ ولِمَ لم تستجب لصوت العاطفة ؟ ، ألأنها لم تناديك؟ أم لأنك تجاهلتها , بالله عليكَ قل لي .. لماذا؟

هل لأنكَ لم تجد ضالتك ؟ ام أنك لم تجد تلك الأنثى التي تشغل فكرك وتنقلك من ساحات الحروب إلى داخل أسوار القلوب ؟
من هذه الساحرة الفاتنة التي عشقها (المتنبي) أهي الحياة ؟
في العقل والقلب سؤال ؟