مجلة النجوم – سيدني.

بكتابة رقم “25”، ضمن كلمة “Google” لتصبح “G25gle”، تحتفي شركة غوغل اليوم، 27 سبتمبر (أيلول) باليوبيل الفضي لإنشائها، إذ أُنشئت الشركة في مثل هذا اليوم قبل 25 عاماً، محدثة ثورة في عالم الإنترنت والمعرفة الرقمية، لتصبح واحدة من أكبر عمالقة التكنولوجيا في العالم، وأكثرها تأثيراً على المستخدمين.

وفي 27 سبتمبر (أيلول) 1998، أسس لاري بيج وسيرغي برين شركة غوغل، في مرآب منزل برين في مدينة مينلو بارك بكاليفورنيا، وعندما أطلق الثنائي محرك البحث لأول مرة في عام 1995، كان يطلق عليه اسم “باك راب-Backrub”، ليتحول بعد ذلك إلى اسم “غوغل”، الذي اختير ليعكس المهمة التي تقوم بها الشركة، وهي تنظيم الكم الهائل من المعلومات المتاحة على الويب، بالإضافة إلى نشر المواقع التي توفر معلومات نصية ورسومية في شكل قواعد بيانات، وخرائط على شبكة الإنترنت وبرامج الأوفيس وإتاحة أوركوت، التي تتيح الاتصال عبر الشبكة بين الأفراد، ومشاركة أفلام وعروض فيديو.  وتم تسجيل موقع Google.com في 15 سبتمبر (أيلول) 1997. لكن غوغل لم تطلق موقعها الإلكتروني حتى سبتمبر (أيلول) 1998.

ومنذ تغيير غوغل علامتها التجارية عام 1997، مرت الشركة بـ7 أشكال مختلفة لشعارها، وجاء اسم “غوغل-Google” من خطأ شائع في نطق الكلمة الرياضية “googol” التي تشير إلى العدد الكبير للغاية 10 قوة 100، الرقم 1 يليه مائة صفر، وكان أول شعار لشركة غوغل عبارة عن نص بسيط باللون الأزرق.

وفي 15 سبتمبر (أيلول) 1997 تم تسجيل ملكية غوغل دوت كوم، وفي 4 سبتمبر (أيلول) 1998 تم تسجيل الشركة باسم “غوغل”، لينتقل مقرها من مدينة مينلو بارك إلى مدينة بالو ألتو، التي شهدت بداية العديد من التقنيات الأخرى البارزة التي ظهرت في منطقة وادي السيليكون، ثم اتسعت الشركة وبدأت في استحواذ عدة شركات صغيرة منذ عام 2001، ثم قامت بتأجير مباني عام 2003 في ماونتن فيو، وعُرف المقر باسم “غوغل بليكس” المستمد من المصطلح الرياضي “غوغل بلكس”.

ومنذ إنشاء الشركة حتى اليوم، استحوذت غوغل على أكثر من 100 شركة كبيرة، يقع معظمها في الولايات المتحدة وفي منطقة خليج سان فرانسيسكو، من بينها شراء موقع يوتيوب الخاص بأفلام الفيديو، أواخر عام 2006، مقابل 1.65 مليار دولار أمريكي.

وتوفر غوغل أدوات وخدمات برمجية عديدة للمجالات التجارية والعامة، من بينها تطبيقات الويب وشبكات الاتصال الإعلانية والحلول البرمجية للشركات، بالإضافة إلى خدماتها المجانية سهلة الاستخدام مثل خدمة تبادل رسائل البريد الإلكتروين، “جي ميل”، وبرامج العمل المكتبي “أوفيس”، وشبكات التواصل الاجتماعي ومشاركة الأفلام، وقارئ خلاصات المواقع “RSS”، وخدمة الترجمة، وخدمة الخرائط “إيرث”، وكذلك نظام تشغيلها “أندرويد”.

ولعل أبرز وأشهر خدمات غوغل محرك بحثها الخاص على شبكة الويب، الذي تفوق على محرك ياهو عام 2007، محتلاً المرتبة الأولى بوصفه محرك البحث الأكثر استخداماً، شاغلاً نسبة 53.6% من السوق، مقابل 19.9% لمحرك ياهو، آنذاك.

وتملك غوغل أكبر وأشهر برنامج إعلاني يعرف باسم “آدسنس”، وتقوم عبره بدور “الوسيط” لإدارة حركة الإعلانات المعروفة باسم “سي بي سي” (CPC) بين أصحاب الإعلانات والناشرين من مالكي المواقع، وذلك مقابل أرباح مادية للأطراف الثلاثة، وتجني من برامجها الإعلانية نسبة 99% من إيراداتها.

وإيماناً من الشركة على أهمية نشر الوعي بالتغيرات المناخية والصحة ومكافحة الفقر في على مستوى العالم، أنشأت الشركة عام 2004 قسماً برأس مال مبدئي قدره مليار دولار، يهدف إلى تحقيق أرباح تُخصص لخدمة المجتمع.
ولإعادة هيكلة نفسها، أعلنت غوغل عن “ألفابت” في 10 أغسطس (آب) 2015، تضم مجموعة شركات أخرى كانت تابعة لها، لتصبح شركة “ألفابت” القابضة عام 2020 رابع أكبر شركة أمريكية، بقيمة سوقية تصل إلى تريليون دولار، لتركز غوغل على إدارة الخدمات والمواقع والمنتجات الشهيرة مثل يوتيوب وغوغل مابس، ومتصفح كروم ونظام أندرويد، فيما تركز ألفابت على إدارة مشروعات غوغل الأخرى البعيدة نوعاً عن مجال الإنترنت.

وتمتلك غوغل حالياً أكثر من 150 مكتباً في أكثر من 60 دولة حول العالم، ويعمل لديها أكثر من 135 ألف موظف، وتبلغ قيمتها السوقية حالياً أكثر من 1.6 تريليون دولار أمريكي.

غوغل والذكاء الاصطناعي

وحول الذكاء الاصطناعي ودور غوغل في هذا المجال المهم، قال الرئيس التنفيذي لغوغل حالياً، ساندار بيتشاي، تستعد الشركة، بعد مرور أكثر من عقدين من الزمن، لتحول تكنولوجي هائل آخر يشبه ما تصورته الشركة قبل بداية القرن الحادي والعشرين، مشيراً إلى أنه أكبر من التحول من الحوسبة المكتبية إلى الهاتف المحمول، وربما يكون أكبر من الإنترنت نفسه، إنها عملية تجديد أساسية للتكنولوجيا، وتسريع مذهل للإبداع البشري.

رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=23003