مجلة النجوم – سيدني

بقلم نعيم شقير

إن قطرة ماء واحدة في صحراء قاحلة أغلى من الثروات والأحلام…

فهي قادرة على إنبات شجرة وعلى إنجاب ظل وعلى خلق أمل …

وهي قادرة على إطفاء الظمأ وعلى إشعال الهمم وعلى جعل العطاء أجمل ما في النفس…

كيف يمكن لك أن تشكر صاحب هذه العطية؟

كيف يمكن لك أن تعبر عن مدى الامتنان بهذه النقطة السحرية؟

كيف لك أن تقول شكرا لمن رواك من العطش ولمن أواك من العراء ولمن حجب عنك ذل السؤال؟

كتاب الله يقول “هل جزاء الإحسان إلا الإحسان”

صدق الله العظيم… وكذب كثير… وتجاهل أكثر…

كيف تقابل المعروف بغيره؟

كيف تقول شكرا بغير الكلام المنثور بالمجان؟

وأنت كلما شربت كلما ازداد عطشك…

شربت من أيام العمر وازددت عطشا مع الأسف…

شربت من تجارب الحياة كمن يشرب من مياه البحر…

شربت من عيون الأصدقاء وما ارتويت…

شربت من عيون الأحبة ولم أشعر بغير العطش..

أيها الكريم كيف لي أن أشكرك؟

بالأفعال التي تنحني أمام المواقف…

بالدعاء لمن قدم نقطة الماء في صحراء العطش…

بكل هذا وأكثر…

بالحب الذي هو خير رسول…

بالوفاء الذي هو خير رجاء…

بالإخلاص الذي هو عطر الكرام…

بكل ذلك وأكثر…

بالشكر تدوم النعم…

ليس أفضل من كلام الله عز جلاله…

أستعير بعض آيات كتابه الكريم…

لأقول شكرا… ولا أنسى فضلا…

إذ لا يمكن لحر أن يشيح بوجهه عن معروف أصابه…

لا أجد غير هذه السطور خير رسول لخير معطاء…

هذا من فضل إنسان…

إنسان أعطى بلا تردد…

وعلى استعداد لأن يعطي كل ما يملك…

مثل هذا الإنسان… قليل عليه الشكر…

قليل عليه الحب…

قليل عليه الوفاء…

قليل عليه الاعتراف بالجميل الذي صنعه…

حين تخاذل آخرين… وتخلف كثير…

قليل عليه الشكر من الآن وحتى انقطاع النفس…

رابط مختصر:https://anoujoum.com.au/?p=17826