ماغي حنا
.. وهذا ليس حزناً ولا كآبة ولا توحد ولا انزواء ، ليس لصعوبة في التعامل مع الآخرين .. ولا رغبةً في الابتعاد عنهم ولا كراهية فيهم ، ولا تمنعاً مني . في الجلوس وحدي أبني في ذاتي عاطفة جديدة ، أو فكرة .. ربما من فيلم أو كتاب أو ربما من تأمل تفصيل صغير ، أو في الرجوع إلى الوراء .. اشيائي القديمة و اهتماماتي التي تغيرت جداً عما مضى ، الصور والأغنيات والنصوص والغبار العالق في تفاصيل هجرتها . وحدي .. يمكنني رؤية الآخرين وعواطفي تجاههم من بعيد ، وإنصاف المواقف و اتخاذ القرارات دون ندم .. لحظات فيها أستطيع ترسيخ قيم الجمال والقبح ، العطاء والأخذ ، الإقدام والتردد .. الهروب والبقاء ، حتى محاسبة الذات لجلدها .. أو تهنئتها .. يخيل لي أحياناً أن من لا يجلس وحيداً ، من لا يُعطي نفسه هذه الفرصة الشاسعة كجحيم أو جنة لتحرير الذات من أسئلتها ، تتولد في روحه تخبطات بِلا هوادة ، وهاوية جهنمية بين ذاته ، وعبثية الواقع
حين تؤجل السعادة
وتربطها بحدوث شيء معين، أنت تعقد شيء بشيء فتخسر كليهما .. حاول أن تسعد نفسك بأبسط الطرق، اجعل من التفاصيل الصغيرة أفراح كبيرة، حدوث الشيء في وقته أجمل، العمر يمضي والأحلام ستأتي.. لا تهدر العمر بإنتظار العمر،
ولا تضيع الوقت بإنتظار الوقت .. خذ نفسا عميقا وعش يومك كأنه الأخير، كأنه كل ما تملك.
بارعة أنا
في انتقاء كلمات النصح لغيري، فاشلة في تطبيق معظمها على نفسي .. المصيبة ليست هذه فقط، بل كونك شخص يعرف الكثير، يعرف الحل، ولا يقدر على تنفيذه، كونك شخص تعرف القرار الصائب وتعجز عن تطبيقه. من يطلب منك النصيحة حتما يفتقد لما تملكه من معرفه، وحين تعطيه اياها سيطبقها بحذافيرها وبكل ثقة، أما أنت فتملكها، لديك المعرفة ولديك الأسلوب لكنك لا تدري كيف تتصرف بها
.. نقطة ضعفك أنك قوي، وهذه هي المشكلة العظمى.
الندم
ليس عيباً ؛ فهو فضيلة مراجعة الذات ؛ وإعادة تصويب الرغبات.
فهنيئاً لمن تحلى بفضيلة الندم ؛ هنيئاً لمن يحاسبون أنفسهم. أمّا أولئك الذين يصرون على أنهم لا يخطئون ؛ ومن ثم فإنهم لا يندمون ؛ سيدفعون ثمن نرجسيتهم غالياً ؛ حين لا تغنيهم المكابرة ؛ عن ضياع الذات.
إغترابك
عن نفسك هو أسوأ أنواع الإغتراب، فيه عقاب للروح حين تشتاق لذاتها وعذاب للكيان حين تعكسه المرآة على شكل صورة لغريب يشبهك ولا تنتمي اليه، وكأنك تبحث عن كواليس روحِك في مسرح جسدك، كأنك تبحث عن حقيقتِك في سرابِ غرورك وإنكسارك.