بيروت- هناء حاج
تمكنت الممثلة القديرة كارمن لبس منذ انطلاقتها من قرابة الـ 34 سنة أن تشكل علامة فارقة جميلة في عالم التمثيل، ليس على صعيد لبنان فحسب بل عربياً ايضاً، وكانت من الممثلات القليلات اللواتي خضن تجارب السينما العالمية، بعدما نجحت على الصعيد العربي.
كارمن لبّس ليست ممثلة عادية فحسب بل برزت منذ اطلالتها الأولى في مسرح زياد الرحباني، تميزت بأدائها الطبيعي وشخصيتها الموهوبة.
تنقلت من المسرح إلى السينما وأثبتت مقدرات تمثيلية محترفة في التلفزيون، حيث لم تتوقف عند دور أو شخصية إلا وتكاملت معها فصدقها المشاهد.
بين لبنان والخارج
على مدى سنوات أعطت كارمن لبّس الدراما اللبنانية والعربية الكثير، ما خولها الدخول الى أعمال أجنبية كمحترفة واعتبرت من الممثلات العربيات النادرات اللواتي لفتت الانتباه على الرغم من قلة مشاركتها، إلا أن دورها في فيلم “whatever Lola wants” لا يزال حضورها فيه يحصد الصدى القوي، وكان خطوة الى العالمية، اشارت الى انها كانت في فرنسا وحتى مثلت في فيلم فرنسي آخر كما قامت بدوبلاج. وأضافت انها لم تكن قادرة على البقاء في فرنسا لتقدم أعمال عدة وفضلت العودة الى لبنان.
أما عن مشاركاتها العربية فوتيرتها ترتفع كل موسم ومنها «سراي العابدين» و»الاخوة» و»سنعود بعد قليل» و»الشحرورة» و»تشيلو» و»الزيبق» والكثير غيرهم من الأعمال الدرامية العربية الضخمة، ومشاركتها أيضاً في مسلسل «الخاوة» الجزائري وكانت مشاركتها الأولى في انتاجات من شمال افريقيا، ودورها يتمحور حول امرأة آتية من سوريا وتكلمت في الجزائري حيث لاقت ترحيباً من الجزائريين.
وفي بعض الأعمال المشتركة ترى كارمن لبّس أن الموهبة تكمن في العطاء الصادق، فهي تعطي الأدوار بكل تفاصيلها الى النهاية كونها لم تضع لنفسها قيوداً تمثيلية، لأنها ترى أن الدور يفرض الأداء، إلا بما ندر، مثلاً تضع ملاحظات على بعض الدراما المشتركة كأن تكون الأم لبنانية ولكن ابنها يتكلم اللهجة السورية، خصوصاً إن كان يعيش معها في لبنان، والعكس صحيح، لأن المنطق المجتمعي يفرض اللهجة.
وعن دورها في مسلسل «عوالم خفية» فاعتبرت كارمن أن اختيار النجم عادل إمام لها لتقوم بدور امرأة منقبة، ومع أن الدور صغير لكنها أبدت سعادتها خصوصاً أنها لمست خفة ظل الفنان عادل إمام وابنه رامي في موقع التصوير ما يبعث راحة عند فريق العمل.
ولا تخفي كارمن سعادتها بمشاركتها في أعمال درامية مصرية حتى لو تطلب منها الأمر التنقل بين لبنان ومصر.
كارمن لبس «بالقلب»
أضاءت كارمن لبّس خلال فترة برمجة رمضان شمعة زادت من قيمة الإنتاج اللبناني من خلال مشاركتها الواسعة في مسلسل «بالقلب» الى جانب بديع أبو شقرا وسارة أبي كنعان، فكانت هي دينامو العمل الدرامي اللبناني من خلال دورها بشخصية «فريال» عمة سارة، فكان اداؤها مبهر بأعلى درجاته، حيث أوصلت رسالة أمومة التربية والحب بصدق، بطريقة لم يتوقعها المشاهد الذي تأثر بحضورها.
وعن شخصية «فريال» تقول كارمن: هذه الشخصية موجودة حولنا، ومنتشرة في كل مكان. هذا ما دفعني إلى تقديمها. المرأة الموجودة في كل منزل، التي تضحي بكل شيء لصالح أسرتها. لشدة إعجابي بهذه الشخصية تعبت كثيراً خلال مرحلة التحضير للدور تعبت كثيراً ولشدة إحساسي بالشخصية وكأنها حقيقية، لذلك تتطلب مني تأدية هذا الدور إحساس عال، حتى يصل إلى الجمهور بهذا الشكل.
أما الجديد المتوقع أن تحضره خلال الفترة المقبلة، تؤكد كارمن أنه حين تنجلي الظروف، ستبدأ في أول فرصة بتصوير عملين بين لبنان ومصر، وكل الأمور تنتظر تحسن الأحوال عامة.
وخلال مسيرتها الطويلة حازت الممثلة كارمن لبّس على جوائز عدة أهمها جائزة تكريمية خلال الطبعة الخامسة للفنك الذهبي – الجزائر، وجائزة أفضل ممثلة لبنانية من مهرجان الموركس دور 2006- لبنان.