مجلة النجوم – سيدني

وداعاً للأديبة والشاعرة والفنانة سوسن سلمان سيف، في ذمة الخلود

بقلم : عائدة السفير/ سيدني

فنانة لها ريشتها أديبة لها مؤلفاتها شاعرة لها دواوينها إنسانة يعجز اللسان عن وصفها زوجة مخلصة وفية لزوجها لناسها وأهلها.

وُلدت في مدينة البصرة جنوب العراق

أكملت الدراسة الابتدائية في شمال العراق

أكملت الدراسة المتوسطة والثانوية في البصرة

أنهت الدراسة الجامعية في مدينة بغداد في أكاديمية الفنون الجميلة العليا قسم الرسم وتلقت الفن على يد الفنان العالمي الأستاذ فايق حسن والفنان البروفيسور اليوغسلافي لازسكي في الإنشاء التصويري وعلي يد الفنان المشهور التوموفسكي البولوني في فن الكرافيك والطباعة ونالت شهادة الليسانس في الفن التشكيلي عام 1966

 

على المستوى الفني

اشتركت الفنانة سوسن سليمان سيف في معرض الأطفال في اليابان ونالت إحدى جوائزه.

حصلت على جائزة الرسم الأولى في السادسة عشرة من عمرها للمدارس الثانوية في مدينة البصرة

عملت في متحف التاريخ الطبيعي كمصممة لمعرض المتحف مدة أربعة عشر عاماً

عملت عام 1983 في قصر المؤتمرات مدة ثلاث سنين كرئيسة لقسم الفن والديكور.

صممت 27 طابعا عراقيا لمجموعة الزهور العراقية ومجموعة الأسماك العراقية، ومجموعة الطيور العراقية ومجموعة الزواحف العراقية ومجموعة الفراشات العراقية ّ.

اشتركت في جميع معارض جمعية الفنانين العراقيين

أقامت معرضاً للرسم في النمسا عام 1973في قصر “بألفي” في فينا

أقامت معرضاً للرسم في باريس عام 1976 galere d. art ror volmar.

أقامت معرضاً للرسم في المغرب في مدينتي الرباط وكازا بلانكا عام 1983

أقامت معرضاً في باريس مرة أخرى في “اليونسكو” وقد ضم 65 لوحة وذلك بعد هجرتها لفرنسا في عام 1994

شاركت في معرض “الأرض المنسية” الذي ضم كثر من أربعين فناناً في بلدية باريس الدائرة التاسعة عام 2000.

شاركت في بعض معارض المستقلين في “كراند باليه” أي القصر الكبير، وهذا المعرض صار يقام منذ أكثر من مئة عام.

أما من الناحية الأدبية

درست الأدب العربي وأدب القصة ونالت الدبلوم من القاهرة في مصر

لها كتابان للشعر أحدهما طبع عام 1998 في مدينة مسقط في عمان بعنوان “شيء للزمن المنسي” والكتاب الثاني عام 2005 طباع في قطر في الدوحة وهو بعنوان “ماذا تريد الريح” ولها مجموعة قصصية تحت الطبع بعنوان “أحزان لهذا الشتاء”.

وهذه قصيدة ترثي بغداد في يوم سقوطها “نحن قتلناك يا بغداد”

اكتظت شوارعنا بقتلانا

واليوم نأكل لحام ضحايانا

والموت تختال شوارعنا

ويختبئ في زوايانا

هل يكفي أن نشتاق أحياناً

وشموخك الدامي ي لبغداد يموت ظَمْآن

لم يبق عشب والورود ولا دخلي

وفي الدرب أيتام وأموات وآلاف من القتلى

وجف الدمع بعينيك

فأنت يا بغداد أمنا الثكلى

فمن رفض ومن صرخ ومن صاح من الأعماق

يا أوغاد كفى… كل.

ومن يبهجه التدمير والتخريب ومن زمن تعذبنا وقتل.

العصر يتسلى فيك أغنيات في شوارعنا ودمع يذرف

يا بغداد عيناك مشينا خلف نعشك باكين

هراء نحن ننساك فمن نحن ما كنا لولاك

فسامحي أبناءك سيدتي لربما نحن قتلناك

بطولة الفنانة سوسن سيف وإنقاذ زوجها من حبل المشنقة

تلقت الفنانة سوسن سيف في أحد الأيام بطاقة دعوة للمشاركة مع أقرانها الفنانين الرواد في المعرض الواسطي للفنون التشكيلية، والذي سيقام مرة بالسنة، وزواره يكونون علي الأغلب من كبار مسؤولي الدولة وسفراء دول وملحقياتها ودبلوماسيين.

لبت الفنانة الدعوة للمشاركة، وهي في خضم حزنها وتفكيرها بفقدان أغلى الناس على قلبها، وهي على وشك سماع أسوأ الأنباء بفقدان زوجها، فسئمت حياتها، وصاري ليلها نهارا، ونهارها ليل، ساعية في البحث عن طريق تسلكه لإنقاذ والد أطفالها من السجن، والمحكوم بالإعدام زوراً وبهتاناً وهو بريء من التهم المنسوبة له. لكنها لم تيأس ودقت أبواباً بالدولة لإنقاذه، إلا أنه للأسف سُدت كل هذه الأبواب في وجهها، وكانت يائسة خائبة لا تعلم عما ينتظرها، وكيف تواصل سعيها في إنقاذ زوجها، ولكونها امرأة مندائية عراقية بطلة لم يجد اليأس طريقاً لها، بل ناضلت حيث قررت المشاركة بهذا المعرض المدعوة إليه.

وفعلاً جاء هذا اليوم المنتظر لهذا المعرض لتوصل رسالة إلى أحدهم وهي تعرف من يكون وشاركت بلوحة واحدة فقط جسدت بها رجل شاب في الأربعينيات من العمر وعلى أكتافه حمامات السلام ينتظر الموت تاركاً وراءه زوجة وأولادا وأهلا وأحبة وهو داخل زنزانته وأطفاله تبكي على فراقه بحيث هذا المشهد الفني الرائع والتي ترجمته دموعها وسطرتها على لوحة قد أبكت كل من وقف أمامها وكان مسؤولاً كبيراً وله شأن في الدولة العراقية آنذاك بكى وتناثرت دموعه أكثر حين نادى بصوته من صاحب هذه اللوحة ومن الذي رسمها وجاءت السيدة سوسن على الفور قدمت التحية وقدمت نفسها له وسألها عن موضوع اللوحة، وما قصتها؟! وبدأت تسرد له قصة فارسها وزوجها الحبيب الذي زج به السجن ظلماً وبهتاناً بسبب نجاحه وإخلاصه لعمله كوكيل لوزارة الصناعة والذي يحمل شهادة الدكتوراه من أرقى جامعات الاتحاد السوفيتي وروسيا آنذاك، وبدأ نجاحه يطفوان على الملأ، أحبه الجميع لوفائه بعمله وإخلاصه لوطنه، مما أدى به تدرجه إلى أرقى المناصب في الدولة لكن غيرة بعض المسؤولين وعدم قبولهم بتبوئه هذه المناصب، قادهم لأن كتبوا التقارير تلوى التقارير بتشويه سمعته والتشكيك بولائه بهدف إبعاده لما وراء الشمس. وفعلاً تم إقرار الحكم بالإعدام، لكن لم ينفذ، وحين سمع المسؤول الكبير القصة كاملة، سألها (من أي عمان أنت وزوجك) قالت له نحن صابئة مندائيون قال يعني من (الطائفة الذهبية) كما اعتاد العراقيين بتسميتها قالت: نعم سيدي، وكما تعلم بأننا مسالمون وحبنا وولائنا لوطننا الكبير هو هدفنا بالحياة.

قام المسؤول بالاتصال بالقيادة وعلى الفور أمر أحدهم من رجال الحماية بجلب زوجها لها وإعفائه من كل التهم الباطلة الملقاة عليه واسترجاعه لوظيفته فوراً. وفعلاً جلبوه ببدلة السجن لأرض المعرض ليلتقي بزوجته وحبيبة عمره التي أنقذته من حبل المشنقة والإعدام المقر بحقه.

وبعد أن اجتازت كل المصاعب التي عرقلت طريقها فهذه المرأة يجب أن تخلد ويصنع لها تمثالاً يجسد كل بطولاتها وأعمالها.

 وفاة سوسن سيف

لقد انطفئت شمعة هذه الإنسانة الرائعة  المبدعة في باريس وانتقلت لجوار ربها بتأريخ 11/4/2022 ولتصعد روحها الطيبة إلى عليين الصبر والسلوان لكل أحبتها وأصدقائها

لا نقل سوى كلمة وداعاً أيتها النخلة العراقية الباسقة وليكن مثواك الجنة -إن شاء الله-   أيتها العزيزة سوسن سلمان سيف زوجة الدكتور الخال المرحوم جابر خضير سعد.

رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=10560