مجلة النجوم _ سيدني
لم يكن العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ هو الفنان الوحيد في عائلته، فما لا يعرفه البعض أن شقيقه الأكبر إسماعيل شبانة كان يمتلك صوتا جميلا، وكان مطربا بالإذاعة المصرية.
«إسماعيل» المولود في قرية «الحلوات» بالزقازيق (1919 – 1985) تخرج في معهد الموسيقى المسرحية، واعتُمد مطرباً بالإذاعة عام 1944.
قدّم «إسماعيل» أغانِِ عديدة للإذاعة المصرية، من أشهرها «قلبي حبك» للموسيقار عبدالعظيم عبدالحق، وأغنية جميلة نادراً ما تذاع للملحن عبدالعظيم محمد «لو غبت عني ولو شوية.. ابقى افتكرني واسأل عليّا».
وتعامل مع الكثير من الملحنين، مثل محمد إسماعيل في «أفكر فيه وينساني»، ومحمد صادق «أحب الحياة»، ومحمد عمر «يا حلو طمني»، وحلمي بكر «افتح لها يا قلبي بابك».
ومن ألحان أحمد صبرا الذي تربطه به علاقة المصاهرة والنسب غنى «المشمش»، و«أحلام الجزيرة»، و«مظلوم يا غرام»، و«ناداني الليل»، وغنى من ألحان أحمد صدقي «العيون الخضر»، وزكريا أحمد «داري العيون»، وبليغ حمدي «أشكي لكم منه ليه».
كما غنى من ألحان سيد مكاوي «صديقي»، وعبدالرؤوف عيسى «فايت خيالك» و«فرحان والنبي»، وعزت الجاهلي «مع الأيام أمل بسام»، وفؤاد حلمي «مخاصمني». وأغاني أخرى منها «يا حلو طمني»، و«هنّى الفؤاد»، و«يا ساقية كفاية نوح»، و«فايت خيالك»، و«نظرة واحدة».
قيل الكثير عن أن شهرة «حليم» طغت على شهرة الشقيق الأكبر وهي السبب الرئيس لاعتزاله الغناء، إلا أن هناك أسبابا أخرى أعاقت استمراره وإثبات وجوده في ساحة الغناء العربي.
الفرق بينهما أن «إسماعيل» عاش أسيراً لمدرسة وصوت سيد درويش وغنائه لون الطرب الشرقي والموشحات، على عكس «حليم» الذي تعلّم من «درويش» طريقة تفكيره في التعبير عن أحلام الناس البسطاء والطبقات الشعبية، فغنى للطالب والعامل والفلاح والجندي.
وفيما قدّم «إسماعيل» أغانِِ قليلة عن الثورة، استطاع العندليب أن يعبر عن فكرها وتطلعاتها، حتى أنه تفوق على أم كلثوم، ومحمد عبدالوهاب، في هذا المجال كونهما سبق وغنيا لمرحلة ما قبل الثورة، فكان «حليم» أكثر إقناعاً للشارع.
أحب إسماعيل اللون الغنائي القديم ولم يطور نفسه بما يناسب متطلبات عصره، واعتزل الغناء مبكرا واستمر في العمل الإداري ليشغل منصب وكيل معهد الموسيقى العربية وأستاذ لتدريس مادة الموسيقى الشرقية بالمعهد العالي للموسيقى.
وتوفي إسماعيل شبانة في 28 فبراير 1985.
رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=12513