بقلم آسيا الموسوي – سيدني.
ديفيد جولبيليل أحد أفضل الممثلين القبليين في أستراليا , الخالد في اللوحة الحائزة على جائزة أرشيبالد, و الذي ظهر في العديد من الأفلام الأيقونية, لفت انتباه المخرج البريطاني نيكولاس روك و لعب دوراً محورياً في فيلمه ” ذا واك ابوات 1971″, عُرف كممثل و مغني و مؤدي عروض و رسام, مسيرة فنية قارب عمرها الخمسون عاماً
يتحدر جولبيليل من عشيرة ماندالبينجو من شعب يولنو, من الشعوب الأصلية لأستراليا, و ترعرع في آرنهيم لاند في الإقليم الشمالي لأستراليا, عاش حياة لم تخلو من النضالات, فقد واجه العنصرية و التمييز بكل أشكاله, و عاش ضغوط الانقسام بين أسلوبه التقليدي في الحياة و شكله العام.
شارك بأفلام عديدة أبرزها، بلاد تشارلي، ستورم بوي، إسمي جولبيليل, ذا تراكر, التمساح دندي, رابيت بروف فنس, و أحدثها ” استراليا” و الذي كان من اخراج باز لورمان.
حصل على الميدالية المئوية الأسترالية في قائمة الشرف للسنة الجديدة للملكة لعام 2001 عن خدماته في خدمة المجتمع الأسترالي في خلال الرقص و التمثيل، و حصد جائزة أفضل ممثل في مهرجان كان عام 2013 عن فيلك ” تشارليز كانتري” .
كان لديفيد الأثر الأكبر في تغيير الصورة النمطية للسكان الأصليين في أستراليا في الشاشة الكبيرة، في أفلامه أظهر الشعوب الأصلية كما هي على أرض الواقع و بدون تغيير و كان هو السبب الرئيسي في إنهاء سلسلة كبيرة لممثلين من أصول مختلفة تؤدي شخصيات للسكان الأصليين, و في عروضه الفنية عرف الشعب العالم على طقوس و عادات و تقاليد شعبه.
تزوج جلبيليل ثلاث مرات, الزواج الأول كان من روبين دجيونجنج و الذي إنفصل عنها عام 2003, و يُحكى عن زواج ثاني من ديان موراي و لكن لا تتوفر عنه أي معلومات, و تزوج أيضاً من ميريام أشلي و لديه منها ثلاثة أولاد جايمي, فيبي و ماكيا. و في عام 2011 حكم جلبيليل بالسجن لمدة اثنا عشر شهراً بسبب تهم بالعنف الاسري و ذلك على أثر مشاجرة مع زوجته و كسره لذراعها، تُهم علق عليها محاميه أنذاك بأنها حصلت بسبب أنه كان تحت تأثير الكحول و ليس بوعيه الكامل.
عانى ديفيد من ضائقة مالية كبيرة في سنة 2020/ 2021 و ذلك بعد أن وزع أمواله على أفراد عائلته و على الجمعيات المحلية المعنية بشؤون الشعوب الأصلية, و عُرف عنه حبه الكبير لمساعدة الاخرين لدرجة أنه كان يوزع كل أمواله من الأفلام على غيره, و كان دائماً مفلس .
توفي جلبيليل السنة المنصرمة في ال 2021 عن عمر ناهز الثمانية و ستين عاماً و ذلك بعد معاناته من سرطان الرئة في منزله في موراي بريدج بجنوب أستراليا، ليطوي صفحة فن عريق للشعوب الأصلية في أستراليا.
مجلة النجوم – سيدني
رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=15598