مجلة النجوم سيدني –

دكتور سلمان تركي

كنت أستغرب من نهاية بعض العلاقات فجأةً بعد عقود من الزمن..!
مثلا هناك حالات زواج قد تنتهي بعد 20 سنة او أكثر وأقول في نفسي لماذا لم ينفصلوا من أول الزواج؟!
وهناك أصدقاء تمت القطيعة بينهم بعد فترة طويلة من الزمن ولم يكن هناك شخص قادر على إعادة علاقتهم!!؟
فالأقارب والاخوان والأصدقاء قد يأتي وقت و يتم قطع العلاقة بينهم فجأة فما هو السبب!!؟
حتى وصلت لحقيقه أن في كل العلاقات هناك شيء اسمه “رصيد”.

فعلاقتنا بالناس في الغالب مرهونة برصيد يتحدد حسب معزة هذا الشخص..
و كل ما كان هناك تعامل راقي ومحترم فإنه يزيد من الرصيد والعكس صحيح كل ما كان التعامل سيء و غير لائق ينقص الرصيد وينخفض
و مع احساس البعض بحبنا وتقديرنا واحترامنا لهم تجدهم يتمادون بالتصرفات غير اللائقة و لا يعلمون أنهم يسحبون من رصيدهم من المعزة والمحبة التي لهم عندنا و يعتقدون أن رصيد التسامح الذي لهم عندنا ممتد بلا نهاية وطبعًا العلاقة تستمر حتى ينتهي الرصيد و يصبح صفراً ونفقد القدرة على التحمل و الاستمرار
لكن ربما هناك حالات استثنائية نقرر إعادة شحن الرصيد ونضطر أن نغفر لهم اخطائهم “كحال الزوج مع زوجته و الزوجة مع زوجها فيقوم احدهما بإعادة الشحن و يتحمل الآخر بسبب الأبناء والمحبة السابقة، وكحال الأخوة والأقارب بسبب صلة الرحم، وكحال الأصدقاء بسبب العشرة”.

فإذا عاد الشخص مرة ثانية وبدأ الطرف الآخر في التمادي فسيسحب من رصيده مرة ثانية…!
وهنا نكون فقدنا قدرتنا على التحمل!!!
بعدها قد يتم قرار قطع العلاقة نهائيًا ….
أو تبقى العلاقات طفيفة مع من اوجب الله صلتهم فقط.

فحافظوا على علاقاتكم ولا تعتقدوا أن المدة الزمنية أو طول العلاقة أسباب كافية لاستمرارها.زيدوا رصيدكم بالمودة والرحمة والاحساس و حسن الخلق و البذل والعطاء والاحترام.
كلما كثرت تجاربنا في الحياة… صغرت دائرة علاقتنا مع من حولنا… ليس تكبرًا ولكن لأن التجارب تمنح الإنسان معايير أكثر دقة لانتقاء الأشخاص وكيفية التعامل معهم.

دكتور سلمان تركي

رابط مختصر –https://anoujoum.com.au/?p=15874