#مجلة_النجوم_سيدني ..

بقلم مستشارة التغذية – سهير سامي سلمان.

“المية بتروي العطشان” قال الراحل الخالد محمد عبد الوهاب في أغتيته التي تغزل بها بالماء وبمنافعها وكان حتى الآن الحديث عن فوائده للجسم أمراً معروفاً خاصة للبشرة الوجه ونضارتها ولصحة أجسادنا المكونة أصلا بثلثيها من المياه، لكن دراسة أمريكية جديدة نشرتها شبكة “سي إن إن” تدلل على أن تناول الماء يطيل الأعمار بشكل كبير.

حسب هذه الدراسة الواسعة المبنية على تجارب فإن شرب كميات كافية من الماء يرتبط أيضًا بانخفاض خطر الإصابة بأمراض مزمنة، وانخفاض خطر الوفاة المبكرة أو انخفاض خطر كونك أكبر سنًا بيولوجيًا من عمرك الزمني، وفقًا لدراسة أجرتها المعاهد الوطنية للصحة.

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن “الترطيب المناسب قد يبطئ من الشيخوخة ويطيل من الحياة الخالية من الأمراض”، حسبما أوضحته مؤلفة الدراسة ناتاليا ديميتريفا، وهي باحثة في مختبر الطب التجديدي لـ القلب والأوعية الدموية بالمعاهد الوطنية للصحة، في بيان صحفي. وأوضح مؤلفو الدراسة أنّ معرفة التدابير الوقائية التي يمكنها إبطاء عملية الشيخوخة يُعد بمثابة “تحدٍ كبير للطب الوقائي”، والسبب في ذلك يتمثل في كون وباء “الأمراض المزمنة المرتبطة بالعمر” آخذ في الظهور مع تقدّم سكان العالم في العمر بسرعة. ويمكن أن تساعد إطالة العمر من خلال العيش بشكل صحي في تحسين نوعية الحياة، وتقليل تكاليف الرعاية الصحية بشكل أكبر مقارنة بمجرد تلقي علاج للأمراض.

وفي تلك الدراسات، أدى تقييد الماء مدى الحياة إلى زيادة الصوديوم في دم فئران التجارب بمقدار خمس ملي مول لكل لتر وقصّر فترة حياتها بمقدار ستة أشهر، وهو ما يعادل حوالي 15 عامًا من عمر الإنسان، وفقًا للدراسة الجديدة. وباستخدام البيانات الصحية التي جُمعت على مدار 30 عامًا، وضمت 11،255 من البالغين من البشرة السوداء والبيضاء في دراسة عن مخاطر تصلب الشرايين بالمجتمعات، وجد فريق البحث أن البالغين الذين لديهم مستويات صوديوم أعلى من النطاق الطبيعي – وتتراوح بين 135 و146 ملي مكافئ لكل لتر – كانوا أكثر عرضة لنتائج صحية أسوأ مقارنة بالبالغين الذين لديهم مستويات صوديوم أدنى.

وبدأت عملية جمع البيانات في عام 1987، عندما كان المشاركون في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر، وكان متوسط عمر المشاركين في التقييم النهائي خلال فترة الدراسة 76 عامًا.

وكان لدى البالغين الذين تزيد مستويات الصوديوم لديهم عن 142 ملي مكافئ / لتر احتمالات أكبر بنسبة 10 إلى 15% ليكونوا أكبر سنًا بيولوجيًا من عمرهم الزمني، مقارنة بالمشاركين بمستويات الصوديوم في النطاق بين 137 إلى 142 ملي مكافئ / لتر.

كما أن المشاركين الذين لديهم مخاطر تقدّم في السن أسرع كانوا أكثر عرضة بنسبة 64% للإصابة بأمراض مزمنة، مثل: قصور القلب، والسكتة الدماغية، والرجفان الأذيني، وأمراض الشرايين الطرفية، وأمراض الرئة المزمنة، والسكري، والخرف.

وارتبط الأشخاص الذين تزيد مستويات الصوديوم لديهم عن 144 ملي مكافئ / لتر بخطر أكبر بنسبة 50% حتى يكونوا أكبر سناً من الناحية البيولوجية، وزيادة خطر الوفاة المبكرة لديهم بنسبة 21%.

ومن ناحية أخرى، فإن البالغين الذين تتراوح مستويات الصوديوم في الدم لديهم بين 138 و140 ميكرولتر / لتر، لديهم أدنى خطر للإصابة بأمراض مزمنة.

ولم تتضمن الدراسة على معلومات عن كمية الماء التي استهلكها المشاركون. وتضيف هذه الدراسة أدلة رصدية تعزز من الفوائد المحتملة طويلة المدى لتحسين الترطيب في تقليل النتائج الصحية طويلة المدى، بما في ذلك الوفيات، وفقًا لما ذكره الدكتور هوارد سيسو، وهو أستاذ الطب المساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد وعالم الأوبئة المساعد في مستشفى بريجهام والنساء في بوسطن، عبر البريد الإلكتروني.

ولا يستوفي حوالي نصف الأشخاص في جميع أنحاء العالم التوصيات المتعلقة بإجمالي كمية المياه اليومية، وفقًا لما ذكرته العديد من الدراسات التي استشهد بها مؤلفو البحث الجديد. وقالت ديميترييفا في بيان صحفي: “على المستوى العالمي، يمكن أن يكون لهذا تأثير كبير”.

وأوضحت أن “انخفاض محتوى الماء في الجسم يُعد العامل الأكثر شيوعًا الذي يؤدي إلى زيادة الصوديوم في الدم، وهذا هو السبب في أن النتائج تشير إلى أن الحفاظ على رطوبة الجسم جيدًا قد يبطئ من عملية الشيخوخة ويمنع أو يؤخر الأمراض المزمنة. وتتأثر مستويات الصوديوم في الدم بشرب السوائل مثل الماء وغيره، بالإضافة إلى الفاكهة، والخضار التي يتركز فيها الماء بشكل كبير. ويشكل الماء أكثر من 50% من الجسم، ويُعد ضروريًا أيضًا لوظائف متعددة، بما في ذلك هضم الطعام، وعمل الهرمونات والناقلات العصبية، وتوصيل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، وفقًا لما ذكرته عيادة كليفلاند.

وتوصي الأكاديمية الوطنية للطب النساء باستهلاك 2.7 لتر من السوائل يوميًا، والرجال باستهلاك 3.7 لتر يوميًا. وتشمل هذه التوصية جميع السوائل والأطعمة الغنية بالماء مثل الفاكهة، والخضار، والحساء. ونظرًا لأن متوسط نسبة تناول الماء من السوائل والأطعمة يبلغ حوالي 80:20، فإن هذا يعادل الكمية اليومية من 9 أكواب للنساء و12 كوبًا للرجال.

ويجب على الأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية التحدث مع طبيبهم حول كمية السوائل المناسبة لهم.

رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=16152