مجلة النجوم – سيدني
توصلتْ دراسةٌ -استمرت ست سنوات، شملت ٧٣٦ رجلاً سويدياً بِمنتصف العمر- إلى أن وجود شريك حياة لا يقلِّل خطر الإصابة بنوبة قلبية أو أمراض القلب التاجية القاتلة عكس وجود الأصدقاء.
كما وجدت دراسة أسترالية-استمرت ١٠ سنوات- أنّ كبار السِّن الذين لديهم كثير من الأصدقاء أقل عرضة للوفاة بنسبة ٢٢ بِالمئة من أولئك الذين لديهم أصدقاء أقل.
نظريات عديدة تتحدَّثُ عن العلاقة بين الصّداقة،والصِّحة، يعزو بعضهم السَّبب إلى أنه مِن الأسهل على الأشخاص الأصحاء تكوين صداقات. كما يمكن أن تكون الشّبكة الاجتماعية القوية مؤشراً إلى أن شخصاً ما لديه وصول نابغ إلى الرعاية الطبية؛ لأنّ لديه فرصة أفضل للحصول على توصيلة إلى العيادة. لكن هناك التأثير النفسي أيضاً، فالأصدقاء يساعدوننا بالتغلب على التوتر.
تشير دراسات عديدة إلى أن الصَّداقة تؤثر على أنظمة الدِّماغ المرتبطة بالمكافأة، والتوتر، والمشاعر السلبية، وتقدم تفسيراً حول الفائدة من التواصل الاجتماعي للصحة العقلية، والنفسية. كما أنّ الصداقة يمكن أن تؤثر على استجابتنا المناعية.،ففي إحدى الدراسات أعطي ٢٧٦ متطوعاً قطرات أنف تحتوي على فيروس البرد، ووجدت أن أولئك الذين لديهم روابط اجتماعية متنوعة أقل عرضة للإصابة بأعراض المرض.
في حين أنّ وجود الأصدقاء مفيد للصحة، فإن غيابهم قد يكون ضاراً؛ وفقاً لمراكز السّيطرة على الأمراض، والوقاية منها الأمريكية، ارتبط الشعور بالوحدة بارتفاع معدلات الاكتئاب، والقلق، والانتحار. وبالنسبة إلى النّساء المتقدمات بالسّن، فيمكن للوحدة، والعزلة الاجتماعية أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى ٢٧%. مؤلف كتاب “الصداقة في عصر الوحدة” Friendship in the Age of Loneliness، “آدم سميلي بوسولسكي”، يقول إن: “الوحدة هي في الأساس الفجوة المتصورة بين العلاقات لديك، والعلاقات التي تريدها في حياتك”.
وجدت دراسة أجريت عام ٢٠١٨م أنّ الشعور بالوحدة أمرٌ شائعٌ بين الفئات العمرية، يمكن أن يرتفع الشعور بالوحدة خلال مراحل الحياة بداية بِأواخر العشرينات، ثم منتصف الخمسينات، وأخيراً أواخر الثّمانينات.
أوضح “بوسولسكي” لصحيفة “واشنطن بوست” أنّ وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تفاقم تصورنا للوحدة، من خلال إغراقنا بالصُّور، ومقاطع الفيديو للأصدقاء، والمعارف الذين يظهرون كأنهم يقضون وقتاً ممتعاً من دوننا.
في السِّياق نفسه، تحدث مؤلف كتاب “علينا التسكع” We Need to Hang Out” بيلي بيكر” عن رحلة العثور على أصدقاء جدد بمنتصف العمر، وقال أنه: “أدرك حاجته إلى بناء ما وراء الصّداقات التي تدوم مدى الحياة”، وأضاف أنه: “لم يكن لديه كثير من الأشخاص الذين يمكنه الاتصال بهم منتصف الليل، إذا كانت لديه حالة طوارئ”. لعلاج هذا الأمر، بدأ بإنشاء مجموعة لآباء الحي تجتمع كل ليلة أربعاء. اليوم يجتمع أفراد المجموعة معاً في أيام أخرى، وعطلات نهاية الأسبوع.
ذكر “بيكر” أنه قضى سنوات يحاول أن يكون فيها “أباً وزوجاً صالحاً”، لكن لم يكن “التّسكع مع رفاقه” على قائمة أولوياته.
بناءً على ما تقدّم، وفرت صحيفة “واشنطن بوست” نصائح؛ لمساعدة القارئ بِتكوين صداقات جديدة، والحفاظ على القديمة:
-خذوا زمام المبادرة: ثقوا بحدسكم حين تلتقون أشخاصاً للمرة الأولى.
استعينوا برسالة نصية: افتحوا قائمة الأصدقاء لديكم على الهاتف، ووجهوا رسالة نصية إلى صديق قديم.
-أظهروا امتنانكم: إذا اتصل بكم صديق محتمل ليعرض عليكم تناول القهوة أو الطعام، فأخبروه بمدى سعادتكم بالتواصل معه، وتقديركم لجهده.
–أشركوا الأصدقاء في مهامكم اليومية: إذا كان من الصعب إيجاد وقت للأصدقاء، ففكروا في المهام التي يتعين عليكم إنجازها، واستغلوا تلك التي يمكنهم اصطحاب صديق أثناء تأديتها.
–انضموا إلى نادي أو فصل دراسي أو مارسوا الرياضة: التفاعل المنتظم مع الأشخاص الذين يشاركونكم الاهتمامات نفسها قد يؤدي إلى تعزيز الصداقة. وجدت دراسة لجامعة “ماريلاند” أن الطلاب الذين جلسوا بعضهم جانب بعض في أكاديمية الشرطة احتمالاً بأن يصبحوا أصدقاء مقربين أكثر.
رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=18326